جدة – رانيا الوجيه
تفرض تطبيقات التوصيل عبر الهواتف الذكية هذه الايام حضورها بشدة، حيث أن هذه الآليات استطاعت مساعدة الاسر والافراد في توفير خدمات التوصيل بكافة أنواعه، سواء الأكل ، أو المواد الغذائية ، والأدوية والعقاقير والمستلزمات الطبية، خصوصا في هذا الظرف الاستثنائي والذي يتطلب من المواطنين والمقيمين البقاء في منازلهم وتجنب المناطق المزدحمة ، فضلا عن أن قرار منع التجول يستثني افراد تطبيقات التوصيل من المنع كغيرها من القطاعات المستثناة، كما ان تطبيقات التوصيل المعتمدة تقوم بها شركات وشباب سعوديون يعملون بهمة ونشاط ويطبقون الاجراءات الاحترازية منعا لانتشار الفيروس وقد اوجدت خدمات متميزة واقتصادا رقميا حقيقيا قائما على المعرفة والابتكار.
( البلاد ) التقت بعدد من المتعاملين مع تطبيقات التوصيل والتي تطبق الاليات الصحية بصورة دقيقة لمنع انتقال فيروس كورنا فأكدوا أن تطبيقات التوصيل تعد بمثابة نافذة آمنة لتوصيل المستلزمات أيا كان نوعها وان التطبيقات الذكية التي تعمل حاليا تطبق المعايير الصحية الدقيقة، لافتين في الوقت نفسه ان هذه التطبيقات ساهمت بصورة كبيرة في بقاء المتعاملين معها في منازلهم حيث تصلهم اغراضهم ومستلزماتهم حتى عتبة المنزل ما يشكل نوعا من الوعي بعيد عن ازدحام السوبر ماركت وحلقة الخضار وغيرها من منافذ بيع السلع الاستهلاكية داعين في الوقت نفسه الجميع للتواصل مع تطبيقات التوصيل لأنها تخضع الى الاجراءات الصحية من قبل الجهات المختصة ، غير انهم اوضحوا ان بعض تطبيقات التوصيل تغالي في التكلفة.
وفي هذا الخصوص تقول مرام قوقندي مديرة ادارية في أحد الفنادق الكبرى بجدة انها كانت في السابق توفر احتياجاتها بنفسها ولكن مع قرار منع التجول وعدم ارتياد الاسواق المزدحمة فإنها بدأت تعتمد على تطبيقات التوصيل خصوصا وان العاملين في قطاع التطبيقات الذكية كوادر سعودية تلتزم بكافة التفاصيل الصحية من زي وارتداء قفازات وكمامات.
واضافت أن امانة جدة تحرص على سلامة المواطنين والمقيمين وهي تراقب العاملين في خدمات التوصيل وتفرض عليهم شروطا مشددا من ناحية تغليف الأغذية والمستلزمات خصوصا في هذه الظروف الاستثنائية، ولكن ليس لدي فكرة عما اذا كانت هذه التطبيقات تعمل في فترة منع التجول، وفي نفس الوقت فان جميع المطاعم تكون مغلقة في ساعات المنع وبالتالي ليس هناك داعِ لاستخدام تلك التطبيقات بالنسبة لي .
أما وعد الجديلي كاتبة وروائية تقول: سابقا قبل الأزمة كنت أعتمد على استخدام تطبيقات التوصيل من المطاعم وغيرها بشكل كبير ، ولكن من باب الحرص توقفت في هذه الأيام عن التعامل مع تلك التطبيقات ، وبالتالي أحاول قدر المستطاع أن أوفر متطلباتي بنفسي كي لا أضطر للاستعانة بهم.
تأمين الاغراض
يقول المواطن محمد حسين: فكرت منذ 5 ايام الاستعانة بأحد التطبيقات الذكية لخدمة التوصيل ووجدت ارتفاعا في الاسعار مقارنة في الايام الماضية ما قبل جائحة كورونا كما ان تلك التطبيقات اصبح افرادها يستغرقون ساعات أطول لتوصيل الطلب بسبب الازدحام في فترة النهار ، وبالتالي اخذت قرار ان أؤمن اغراضي واحتياجاتي في وقت مبكر جدا قبل ساعات منع التجول وبشكل أسرع.
ارتياد الاسواق
وتعلق نوف البيشي قائلة: ان تطبيقات التوصيل عبر الهواتف الذكية من الاهمية بمكان خصوصا في هذا الظرف حيث منع التجول وعدم ارتياد الاسواق والسوبر ماركت المزدحم ولكن لأنني شخصية “موسوسة” فقد بدأت اقاطع هذه التطبيقات واذكر قبل جائحة كورونا طلبت وجبة من احد المطاعم ووصل السائق ولم يكن يرتدي لا قفازات ولا كمامة فطلبت منه ان يضع الاكياس خارجا أمام الباب ، ومن ثم قمت برش المطهر والمعقم على الاكياس وانتظرت دقائق لأفتح الأكياس وأخرج الطعام، ولكن مع جائحة كورونا فإن الكثيرين مضطرين للتعامل مع هذه التطبيقات والتي تفرض عليها امانات المدن والبلديات شروطا مشددة.
تغليف الطلبات
وعبر جولة ميدانية لـ”البلاد ” لبعض المطاعم التقينا بعبدالمجيد الحربي مشرف في إدارة أحد المطاعم للمأكولات المحلية حيث صرح بقوله غالبا ما نستقبل العديد من مندوبي التطبيقات لخدمات التوصيل السريع لاستلام الطلبات وارسالها إلى العملاء، فعلى صعيد المطعم لدينا العاملون والطباخون وجميع الطاقم ملتزمون وحريصون جدا على سلامة وصحة الناس وبالتالي نعتمد على التغليف المحكم للوجبات وعلى مستوى عالٍ جدا من النظافة والتعقيم حتى لا نكون أحد الأسباب لانتشار العدوى ، اما من حيث السائقين التابعين لتطبيقات التوصيل فهم ينقسمون إلى فئتين فئة تلتزم بارتداء القفازات والكمامة والفئة الأخرى بدون ، ولكن مهمتنا تنتهي لدى تسليم الطعام والوجبات بإغلاق وتغليف الطعام بشكل سليم تماما .
شروط السلامة
ويؤكد هشام عبدالرحمن مسؤول في أحد المطاعم بقوله : نقوم بتغليف الوجبات بأكياس المطعم وربط الكيس بشريط لاصق باللون الأحمر وهذه الفكرة جاءت للتأكد أن الكيس لا يمكن فتحه إلا من العميل الذي سيستلم الطلب من الوسيط لإحدى تلك التطبيقات التي تقوم بخدمة التوصيل السريع فعادة من قبل ظهور هذه الأزمة ونحن نلتزم بجميع الاجراءات الوقائية والالتزام بشروط الأمانة والبلدية وتجديد الكرت الصحي للعمالة لدينا وأيضا التأكد من سلامتهم الصحية بشكل دوري ، فهذا المطعم له سمعته وشهرته منذ زمن لذلك نشدد على الإجراءات الصحية والوقائية أكثر من أي وقت خاصة في هذه الأيام للحفاظ على سلامة الجميع ، كما نخصص عمالا بقائمة الطعام ليقفوا خارج المطعم وخدمة العملاء واستقبال وتسليم طلباتهم دون الحاجه الى دخول العميل المطعم تجنبا للازدحام .
نصائح طبية
دكتورة أهداف عنان استشارية الأمراض المعدية بمستشفى في حي الجامعة تنصح أفراد المجتمع بعدم التعامل مع التطبيقات الذكية لخدمة التوصيل للمنازل موضحة بقولها : يفضل في هذه الفترة تجنب التعامل مع التطبيقات الذكية لخدمة التوصيل المنزلي للأطعمة من المطاعم أو من السوبر ماركت عن طريق مندوبين أو سائقين ، حيث أن نظافة المطعم ووجود سائق أو وسيط لإيصال الطعام يزيد من احتمالات العدوى ، وإذا كان لابد من استخدام تلك التطبيقات لابد أن يراعى النصائح التالية:
يجب أن يرتدي السائق قفازات وكمامه. وأن يضع السائق الطلبات أمام الباب من الخارج ويتراجع للخلف مسافة 2 متر. أيضا يرتدي مستلم الطلب الكمامة والقفازات. كما يجب علينا أن نعتبر دائما الأكياس التي في الخارج جميعها غير نظيفة. ونقوم بإعداد سطح المنضدة بمسحه بخليط الكلور والماء. ثم نستخرج الطعام من الأكياس ونضعه على السطح النظيف بدون لمس الكيس.
ونقوم بغسل العبوات البلاستيكية أو المعدنية محكمة الغلق من الخارج بالماء والصابون. غسل الخضروات والفواكه الطازجة جيدا ثم وضعها على الأسطح النظيفة من ثم الى الثلاجة مباشرة. ووضع السندويتشات الجاهزة في الميكروويف لدقيقة قبل الأكل. التخلص من الأكياس الفارغة وخلع القفازات ثم غسل اليدين جيدا بالماء والصابون لمدة من 20 – 40 ثانية.
سوق مستقبلي واعد
قطاعات السفر والإعلام و التوصيل و التجزئة تتحول بشكل سريع بفعل النمو الكبير في استخدام الانترنت، والتجارة الالكترونية وتغير سلوك الناس وخاصة الشباب منهم ، و قد يتغير شكل هذه القطاعات خلال سنوات قليلة جدا وقد تختفي علامات تجارية كبيرة جدا فخلال الربع الأول فقط من هذا العام أغلق أكثر من 3500 متجر تجزئة في أمريكا بينما شهدت التجارة الإلكترونية والتطبيقات نموا هائلا جدا في العالم ككل و في السعودية أيضا ، هذا التغيير لامس كل شيء تقريبا ، حتى المواد الغذائية اليومية كالخضار والألبان أو ( مقاضي المنزل ) كما هو متعارف عليه زاد الطلب عليها عبر هذه التطبيقات التي تقدم خدمات التوصيل لهذه المنتجات.
حجم توصيل مقاضي المنزل مثلا في السعودية قد يتجاوز 430 مليون ريال بحسب شركة To door step المختصة في ذلك ، وهو سوق كبير وواعد يقدر حجم نموه السنوي ب35% .. وهناك رواد أعمال سعوديون قرروا أن يكتشفوا هذا السوق ويغيروا المعادلة ويوفروا حلولا مبتكرة لحل مشاكل هذا القطاع وتقديم خدمة بسيطة للمواطن وابتكار سوق جديد وحتى المساهمة على حل التستر التجاري في هذا القطاع.
هناك دراسة صدرت مؤخرا أشارت إلى أن حجم سوق المطاعم في العالم سيقدر بـ 490 مليار دولار عام 2021، هذا القطاع سيشكل منه تطبيقات توصيل الأكل أكثر من 210 مليارات دولار وهو رقم ضخم جدا و يقوده رواد أعمال وشركات ناشئة بعضها بدأ قبل سنوات قليلة وتجاوزت قيمته 4 مليارات ريال و بعضها تحول لشركات مدرجة في البورصة، هذا في قطاع المأكولات فقط بعيدا عن تطبيقات التوصيل الأخرى سواءً في المواصلات العامة أو توصيل الهدايا أو غيرها من تطبيقات التوصيل.
