البلاد – محمد عمر
أثار مقتل شاب رميا بالرصاص في الطريق العام بحجة خرقه منع التجول، على يد إحدى الميليشيات المسلحة في طرابلس، وتحديدا منطقة غوط الشعال، حالة احتقان وغضب، تحوّلت إلى أعمال عنف بين السكّان وعناصر الميليشيات، كما أقدم الأهالي على غلق الشوارع بإحراق إطارات السيارات، وسط مطالبات بضرورة القبض على القتلة والقصاص منهم، محمّلين الميليشيات المدعومة من تركيا بالسلاح والمرتزقة المسؤولية عما يحدث من جرائم وانتهاكات بحق المدنيين الليبيين.
وقال مدير مركز سلمان زايد للدراسات بالشرق الأوسط هشام البقلي، إن الجريمة البشعة نتاج طبيعي لحالة الصمت الدولي على استمرار دعم المليشيات المسلحة في ليبيا، من خلال الأموال القطرية التي تحولها تركيا إلى سلاح ومرتزقة ترسلهم إلى حكومة الوفاق وميليشياتها. ولفت البقلي إلى أن أردوغان يحاول بسط السيطرة على ليبيا من خلال العناصر المسلحة التي يقوم بدعمها على غرار الأسلوب الإيراني المتبع فى دعم الميليشيات، ويهدف من وراء ذلك إلى منع إقامة دولة ليبية مستقلة قادرة على حماية أرضها وشعبها، واستمرار حالة الانقسام الليبي والفوضى على أرض الواقع، وبالتالي يتمكن من نهب وسرقة موارد الدولة الليبية دون مسؤولية دولية عليه.
وشدد على أن المجتمع الدولي مطالب بمراقبة الوضع فى ليبيا ومنع تدفق السلاح إلى الميليشيات، وإيقاف الدعم المالي القطري الموجه لدعم الإرهاب في ليبيا عن طريق أردوغان، وأن لا تكون أزمة كورونا وانشغال العالم بها باب جديد لضياع ليبيا.
من جهته، قال الباحث في الشؤون الدولية محمد ربيع الديهي، إن مقتل الشاب في منطقة غوط الشعال بوسط طرابلس وما ترتب عليه من احتجاجات له دلالات كثيرة، لعل أهمها هو رفض أهلي طرابلس لحكومة الوفاق والميليشيات المتطرفة المتحالفة معها، ما يكشف تأييد أهالي طرابلس لدخول الجيش الوطني الليبي، لذلك تقوم الميليشيات الإرهابية في المدينة بعمليات قتل ممنهجة لبعض الشباب الليبي لإرهاب أهالي طرابلس، وإرسال رسائل مفادها أن من يفكر في معارضة الوفاق أو الميليشيات التابعة لها، سيكون مصيره المحتوم هو القتل.
وأضاف أن مثل هذه الأحداث تبين مدى ضعف الميليشيات في مواجهة الجيش الوطني الليبي، ناهيك عن كونها ليست المرة الأولى التي يتم فيها قتل شباب معارض لحكومة الوفاق على يد ميليشيات السراج المدعومة من تركيا، لكن لن يستمر الأمر كثيرا في ظل التأييد الشعبي الكبير للجيش الوطني الليبي، الذي حقق قبل الهدنة الأخيرة انتصارات مهمة على الأرض، في وقت تراجعت الميليشيات وبدأت تشعر بالخطر والهزيمة، لذلك بدأت تقتل في الشعب الليبي.
ونوه المتخصص في الشؤون الدولية، إلى أنه من المتوقع أن تزداد مثل هذه الأفعال الإجرامية في ليبيا، خاصة في ظل الحديث عن احتمالات انقطاع أو تقلص الدعم التركي في المستقبل عن هذه الجماعات، بعد تطبيق الاتحاد الأوروبي عملية EUNAVFOR MED” “IRINI، بمراقبة وتطبيق القرار الأممي بحظر تصدير السلاح إلى ليبيا، مما سيضع مثل هذه الميليشيات في مأزق، لذلك من المحتمل أن تستخدم الشعب الليبي وأهالي طرابلس خاصة كدروع بشرية في مواجهة أي تقدم للجيش الوطني الليبي لإطالة أمد الأزمة الليبية، حتي يصل لها الدعم اللازم من أنقرة، أو إيجاد طرق أخرى بديلة للالتفاف على حظر السلاح إلى ليبيا بعد انطلاق عملية “إيريني”.