تمرُّ بلدان العالم اليوم باختبار استثنائي، تتحمّل فيه المعاناة القاسية والعبء الإنساني بمعدّل يكاد يكون شبه مشترك من ناحية الأضرار النفسية، وما يخلفه وباء كورونا العالمي من خوفٍ مستشرٍ، لا يفرّق بين كبير وصغير، أو دولة متقدمة وأخرى نامية، الكل سواسية في حجم الضحايا وهول الحدث!
أما أنتِ يا مملكتنا الحبيبة السعودية ، تعتصرنا القلوب مخافةً عليكِ ، فالشعب الواعي يُدرك خطورة الوباء في هذه الأيام الحرجة من تاريخ عموم سكان الأرض. مرحلة غاية في الحذر والانتباه بسبب انتشار فيروس كورونا (كوفيد – 19) العنيد، وهو يستظهر كل لؤمه وشرره، والحمد لله تبقى عيوننا شاخصة إلى ولاة الأمر، وهم يمضون في تحدّيهم لتخطّي الأزمة والعمل بتأنٍ والتزام بإجراءات احترازية، تقدم فيه الدولة الغالي والنفيس على كل الصُعد، ليلاً ونهاراً، لتحقيق الأمان للسعوديين والمقيمين، وكل من ينعم بحياة هانئة بين جموع أهل العز والإباء.
لمن لا يعلم. إن تفاعل البلد مع هذا الوباء المنتشر ليس من باب ردّة الفعل لإدارة أزمة مفاجئة، بل تأهّب لنظام كُفء يخطّط بكوادر مهنية تترصّد لكل ما هو طارئ وتستبق المعالجة ، وتحاول استشراف الغد بطمأنينة، مع تسخير كل طاقات الدولة بشكل فوري.
لقد أثبتت السعودية أنها نموذج يراهن عليه في مجال التوعية؛ بعدما حقّقتْ متطلّبات شعبها ، وكسبت ثقتهم وطبّقت قرارتها بصرامةٍ وحزمٍ، قلّ نظيره طوال مجريات الأزمة.
إن ساعات العمل يجب ألاّ تتوقف، وإنقاذ الوطن لا يتحمّل تأخير نصف ساعة ، والعمل يجب أن يُشارك فيه الجميع بتنفيذ كل التوجيهات الاحترازية؛ لأن بناء الوطن يحتاج إلى كل ساعدٍ لنستطيع حمايته وإكمال مشاريعه للأجيال المقبلة.
تفاءلوا .. عافية الأخضر تدوم برعاية قادتنا، بإذن الله، والجنود الأبطال في ساحات التحدّي الصحية، وستنجلي الأزمة إلى الأبد ، فتحية للأطباء بصمودهم في الخط الأول فقد طَمْأَنونَا بالنصر في مواجهة الحرب الوبائية، ووعدونا بهزيمة “كورونا”.