جاء زمن كنت أتمنى أن أخصص غرفة في منزلي اسميها ( الترفيه – السينما المنزلية) مثل الاثرياء واصحاب القصور، وذلك لعرض الافلام السينمائية، وكان لها تصميم خاص من موبيليا ودواليب وأجهزة عرض سينمائية وصوتية، وجاءت التكنولوجيا وأوجدت أجهزة الصوت المحيط والتي تشبه إلى حد كبير قاعات السينما وأصبح في المنزل أكثر من غرفة للترفيه السينمائي.
أما اليوم، فاننا نعمل، وندرس ونتسوق ونسافر ونزور الأماكن السياحية والمناطق الأثرية، ونتعلم قيادة الطائرات والسيارات، كل هذا يتم عن بعد وعبر الواقع الافتراضي المعزز، وغيره الكثير. كان هذا هو فضل التكنولوجيا وثورة الاتصالات علينا، ولكن الأمر لم يقتصر على ذلك، بل هناك فضل للكوارث والأزمات على البشر أيضاً، وها هو فيروس كورونا يعزز قبولنا في أن نمارس نشاطات حياتنا عن بعد، وبفضل هذا الجاثم على صدور البشرية، يجب علينا أن نعيد النظر في كل جوانب حياتنا، ونسرع خطوات الانتقال والتحول إلى العمل والدراسة والترفيه والتطبيب عن بعد، الخ.
والآن جاء الوقت لإعادة ترتيب منازلنا لاستيعاب المتطلبات الجديدة من إنشاء وإعداد مكاتب وغرف للدراسة والعمل والترفيه داخل المنزل، حيث أن تجربة العمل والدراسة عن بعد قد نضجت واتضحت صورتها وأهميتها في تقليص النفقات، ولا توجد ضرورة للشركات لإنشاء مباني ومساحات كبيرة لإنشاء مكاتب للموظفين أو بناء فصول دراسية ومباني للمدارس إلا في الحدود الضيقة، وهذا سيوفر الوقت والجهد والمال بالنسبة للمواصلات ومصاريف تأمين السيارات وغيره كثير.
واليوم سأقترح عليكم أهم الأفكار والشروط المطلوبة لإنشاء وإعداد (غرف) مكاتب العمل والدراسة في المنازل، من الناحية الصحية والنفسية والاقتصادية، حتى تعزز هذه الغرف أو الأماكن جودة الإنتاجية وعمليات التعلم والدراسة لجميع افراد الاسرة.
ويمكننا تلخيص هذه العوامل أو الشروط في اختيار الألوان المفضلة والمحببة للنفس وأن تكون أشعة الشمس والإضاءة الطبيعية ضرورية داخل المكان والاختيار الدقيق والسليم للأثاث والفرش المريح لأداء العمل أو الدراسة، الي جانب الاضاءه المريحة ليلا، وأيضاً اختيار الأجهزة الالكترونية ذات المواصفات المعقولة أو الاستفادة من المكاتب ومراكز الأعمال المشتركة القريبة من المنزل.
كل تلك الاختيارات والتصاميم يجب أن يراعى فيها الجوانب الاقتصادية والراحة والتي تساعد على زيادة الإنتاجية وان تكون غرف مكتبية منزلية، وليست مثيلة لمكاتب الشركات التي ليس لنا خيار في تجهيزها وإعدادها وتصميمها.
هذه المتطلبات ستنتج فرصاً ذهبية للمصانع والشركات والمهندسين لإعداد مكاتب المنازل وغرف المذاكرة عن بعد، بل إعادة تصميم المقاهي كي تحتوي علي مساحات مكتبية للعمل والدراسة لأولئك الذين لا يملكون المساحات داخل منازلهم.
ويبقي امران يجب اخذهما في الحسبان، هما الخصوصية والسرية لحفظ الأوراق والمستندات والديسكات، الخ. ووسائل الامن والامان الالكتروني.
الان لدينا الوقت الكافي لوضع التصورات والخطط والميزانيات لاعداد المكاتب المنزلية حتى نبدأ في تنفيذها حالما تنتصر البشرية على هذا الفيروس بأمر الله.