فيروس كورونا الجديد وانتشاره كجائحة عالمية، أصبح حديث المجالس، وحديث الكبار والصغار. السبب في ذلك، هو فيما احدثه من هلع وحذر في المجتمع! الهلع، نتيجة للأعداد المتزايدة من المصابين، والحذر، نتيجة الانتشار السريع جداً والعابر للقارات! الكل يريد ان يطبق أفضل الأساليب في الحماية، السبب، لا توجد فئة مستثناة من الإصابة. نعم، الجميع دون استثناء يمكن ان يلتقط الفيروس الذي حمل اسم (covid-19) والذي بدأ انتشاره مع نهايات عام 2019 في مدينة ووهان الصينية.
فيروس كورونا، وفي خلال العقدين الماضيين كان له العديد من الانتشار كوباء (epidemic) في صور متحورة جينياً. مثلا، في عام 2002 انتشر الفيروس على صورة فيروس سارس (SARS)، ثم كان له انتشار اخر في عام 2012 وذلك من خلال ما عرف بمتلازمة الشرق الوسط (MERS-cov)، وها نحن الان مع قصة جديدة لهذا الفيروس ولكن على صورة جائحة عالمية (pandemic)!
يمكن تلخيص فيروس (كورونا)، والذي تم عزله من طائر الخفاش (Bat)، انه ونتيجة للعديد من التحورات الجينية (mutation)، مكنت الفيروس من الانتقال الى وسط جديد (reservoir). مثلا في متلازمة الشرق الوسط (Mers-Cov) كان الوسط الجديد الإبل، أيضا، ونتيجة تحورات جينية أخرى، استطاع الانتقال الى الانسان.
اما الفيروس الجديد (covid-19)، تشير الدراسات ان الوسط الجديد للفيروس هو نوع من الثدييات المعروفة بآكل النمل (pangolin)، ومنه تم انتقاله الى الانسان. أشارت الدراسات المخبرية، ان فيروس كورونا كبير الحجم مقارنة مع الفيروسات الأخرى والسبب في ذلك يعود الى جزيئات البروتينات التي تم عزلها من سطح الفيروس (وعددها أربع) والتي بدأت التجارب المخبرية عليها في استخدامها كمحفزات للجهاز المناعي (لقاح). أشارت الدراسات ايضا، ان القضاء على هذا الفيروس يكون ممكنا وذلك باستخدام سائل الصابون العادي وذلك لكسر الروابط الدهنية المحيطة بالجينوم الفيروسي. كما يرتبط نشاط الفيروس بالارتفاع في درجات الحرارة (مثله مثل الفيروسات الاخرى)!
انتشار الفيروس كجائحة أصبح امراً محيراً! كيف؟ لماذا بهذه السرعة؟ ماهي الأسباب في تحوله من وباء الى جائحة؟ طبعاً، أسئلة عديدة قد تحتاج الى ممثل عالمي مثل توم كروس (بطل فيلم المهمة المستحيلة) او ممثل بارع مثل توم هانكس (بطل فيلم الجحيم) لإعطاء الاجابة! مستقبلاً، قد تجيب عن تلك التساؤلات البرامج الوثائقية! ولكن، يكون السؤال الأهم هو: كيف تزول هذه الجائحة ومتى؟ طبعاً، الكل ينتظر حالة الهضبة (plateau) وهو ما يعرف بحالة الاستقرار في ارقام الإصابات والوفيات. وللوصل الى هذا الاستقرار (لا توجد ارقام جديدة)، يجب ابطاء نشاط الفيروس وإيقافه (قمعه)، ويكون ذلك، اما بطريقة العزل المنزلي (لأفراد المجتمع) او اللقاحات (مازالت في طور التجارب).
باختصار، نعم، لا يخفى على الجميع ما قامت به دولتنا الغالية (رعاها الله) من إجراءات احترازية تهدف الى حماية صحة المواطن والمقيم في المجتمع السعودي، وذلك للحد من انتشار العدوى في المجتمع السعودي. أفضل طرق الحماية من العدوى (بإذن الله) يكون في تطبيق العزل المنزلي وعدم المصافحة باليد. رسالتي لكل من يقرأ مقالي هذا، رجاء (خليك في البيت).
استشاري العدوى والمناعة
مستشفى مدينة الحجاج بالمدينة المنورة.