نقولها سمعا وطاعة، بكل جلاء لولي الأمر دائما وأبدا، ولاسيما في مثل هذه الظروف الاستثنائية، التي نمر بها كغيرنا من المجتمعات العالمية، فمن أوجب الواجبات أن نكون جميعا مع توجهات قيادة بلادنا، لكوننا نثق بهذه القيادة في كل ما تصبو إليه، حفاظا على سلامة مواطنيها، والابتعاد بهم عن مكامن الخطر، وليس بغريب ما يعيشه المجتمع السعودي، في هذه الأيام العصيبة، ولأننا ندرك حجم المسؤولية، التي يجب أن تتضافر جهودنا، مع كافة قطاعات الدولة، والأهداف السامية التي ترنو إليها، حفاظا على سلامة الجميع.
ومن الطبيعي أنها تجربة لم نعهدها من قبل، حتى وإن كُنَّا نتقاسم مع أشقاء لنا، بعض هذه الظروف التي مرّت بهم، حيث كُنَّا معهم قلبا وقالبا، نشاركهم بمشاعرنا ونقدم لهم، الدعم المعنوي والمادي، وهي من أهم الوقفات التي يسجلها التاريخ، للسياسة التي تنتهجها المملكة، مع الأشقاء بدون منّة، وإنما كواجب اقتضته مبادئ وأخلاقيات قيادة المملكة، التي كانت تقف بكل إمكانياتها جنبا إلى جنب، لتلك الظروف والكوارث الطبيعية، وآثار الحروب والأزمات، وليس هذا من قبيل الاستعراض، وإنما للتذكير بما تنعم به بلادنا أدام الله علينا نعمة الأمن والأمان.
وكما للأشقاء هذا الاهتمام، فإن للمواطن والمقيم على أرض المملكة، ما تشهده الساحة المحلية الآن، من جهود وأعمال جليلة تتحدث عن نفسها، يتمتع بها الجميع بلا تفرقة، مقابل الالتزام بالنظام والمستجدات، التي تمر بها المملكة، كغيرها من دول العام في مواجهة ( كورونا)، ومع هول الفاجعة وآثارها النفسية والاجتماعية، إلاَّ إننا بخير والحمد لله، بل نحن الأفضل وبشهادة دول ومنظمات صحية عالمية، تدرك جهود المملكة وقيام أجهزتها كاملة، الأمر الذي خفف الكثير من تلك الآثار، والتقارير الرسمية اليومية تؤكد أننا تجاوزنا الكثير، مما قد يحدث في دول أخرى.
ولسنا ببعيدين عن نشرات الأخبار العالمية، ومدى الأضرار التي لحقت بتلك الدول، وهو أمر يدعو للمزيد من الحذر، والتقيد بجميع التعليمات الأمنية والإدارية، والتي تنصب جميعها من أجل السلامة، وأن يجنبنا الله عواقب هذا الوباء، ونتذكر ما يحصده على مدار الساعة في دول عديدة من آلاف الأرواح، وهذا الأمر يستفزنا بتساؤلات عديدة، ما مدى التزام الأسرة والمجتمع لدينا، بالتعليمات حفاظا على سلامتنا.
كنت في حديث صباح اليوم، مع أحد المستشارين في مجال التوعية، من خلال مركزه التوعوي في مدينة الرياض، قدم فيه العديد من الدورات المجانية، فأشرت إليه أن يتناول في برامجه، بعض الإرشادات خصوصا ما يتعلق بسيدات المجتمع، فهن إلى جانب أرباب الأسر، يمثلون نقلة حضارية في بث روح الانتماء، ولاسيما أن ما تعيشه الأسرة السعودية، من ثقافة ومشاركة وجدانية مع بقية أفراد المجتمع، يُعد من أهم المكاسب، التي نجسد من خلالها، معنى السمع والطاعة لولاة الأمر.