البلاد – وكالات
فيما يواصل نظام أردوغان تكميم أفواه الصحفيين، حذر تقرير لموقع “ياوز آيدين” نشرته صحيفة أحوال تركية، أمس (الثلاثاء)، من أن أوضاع السجون التركية سيئة للغاية بما يسمح بتفشي كورونا بين السجناء والسجانين وانتشار الفيروس في الخارج، مشيرا إلى أن القابعين في السجون التركية حاليا يبلغ عددهم نحو 300 ألف سجين، بينما يصل عدد حرّاس السجون إلى نحو 150 ألفًا، ليبلغ إجمالي المتعرضين للخطر نحو 450 ألفا في منشآت السجون.
ولفت التقرير إلى أن تدهور أوضاع السجون التركية ما زال مصدر قلق كبير، حيث أنها تفتقد للرعاية الطبية والإجراءات الصحية، كما أنها مكتظة بشدة، حيث وصل عدد السجناء في زنازين مصممة لاستيعاب 7 سجناء فقط إلى 45 سجينًا في الزنزانة الواحدة، مشيرا إلى أن حرّاس السجون لا يزالون يحتكون بالمجتمع الأوسع خارج السجون، الأمر الذي يزيد مخاطر انتشار الفيروس، خاصة في ظل ظروف الاكتظاظ الراهنة، ما يعني أن السجينات “الحوامل” والأمهات معرّضات لخطر شديد، فالسجون التركية غير مجهزة بوحدات منفصلة للأمهات والأطفال، وهناك ما لا يقل عن 780 رضيعا في السجون، وتُلزم قواعدُ الأمم المتحدة لمعاملة الأمهات السجينات الحكومةَ بالإفراج المبكر عن هؤلاء الأمهات، حيث تنص على أنه “تُفضَّل الأحكام غير الاحتجازية للحوامل والنساء ذوات الأطفال المعالين حيثما كان ذلك ممكنًا ومناسبًا”.
ونوه التقرير إلى أن أكثر من 20% من السجناء الأتراك متهمون في قضايا تتعلق بالإرهاب، لكن هذه الأعداد تشمل الكثير ممّن يواجهون اتهامات باطلة ومحاكمات مسيّسة، ومن بينهم صحفيون وكتاب وأكاديميون ومحامون وقضاة ومدافعون عن حقوق الإنسان ومسؤولون مفصولون من الخدمة العامة ورؤساء بلديات، وأن جماعات ومنظمات حقوق الإنسان الدولية قد انتقدت بشدة الكثير من تلك الاعتقالات، وحاليًا يواجه المعتقلين خطر كورونا بجانب الاعتقالات والمحاكمات المسيسة والجائرة.
وكشفت منصة “”Our World Data التابعة لجامعة أوكسفورد في بريطانيا في تقرير نشر، أمس، أن سرعة انتشار فيروس كورونا وتضاعف أعداد المصابين في تركيا أعلى من باقي الدول التي تسجل عدد حالات مشابهة تقريبًا، خلال الفترة نفسها.
وتناول التقرير الأعداد الرسمية المعلنة عن عدد الإصابات بفيروس(كوفيد -19) حول العالم، ومعدلات الوفيات وسرعة انتشار الوباء، مشيرا إلى أن أول حالة إصابة بالفيروس سُجلت في تركيا يوم 11 مارس الجاري، وبعدها بيومين ارتفع العدد إلى 5 حالات، ثم إلى 47 حالة في 16 من الشهر نفسه، ثم 98 حالة إصابة وحالة وفاة واحدة في 17 من الشهر نفسه، ثم تضاعفت الأرقام لتكون 191 حالة إصابة وحالتين وفاة، ثم 359 حالة و4 حالات وفاة في 19 مارس، ووصلت إلى 947 حالة في 21 من الشهر نفسه مع تسجيل 21 حالة وفاة، وفي اليوم التالي وصل عدد الإصابات إلى 1236 و30 حالة وفاة، ومساء أمس الأول تم اكتشاف 293 إصابة جديدة بفيروس كورونا في تركيا ليرفع العدد في عموم البلاد إلى 1529، فيما توفي 7 مصابين ليبلغ إجمالى عدد الوفيات بالفيروس 37 حالة.
وكان عضو المجلس العلمي الخاص بمكافحة كورونا، ألباي أزاب، أشار إلى توقعات بارتفاع معدلات الإصابة في تركيا إلى بين 5 و30 آلاف حالة خلال 4 أسابيع.