الدولية

 إيران تسيـس “الجائحة” لمصلحة الإرهاب

البلاد – رضا سلامة

لم تتوقف إيران عن تصدير الإرهاب إلى مختلف دول المنطقة، وظلت في حالة عدوان دائم عبر مليشياتها على الشعوب الأخرى، مع خرقها للقوانين الدولية لإنتاج النووي، بينما استغلت “الجائحة” ليواصل إرهابيوها تسييس (الفيروس الأزمة العالمية) واستغلال معاناة الشعب لمصلحة أجندته الأيدلوجية، إذ طرد نظام الملالي أمس (الثلاثاء)، فريقا من منظمة “أطباء بلا حدود” من محافظة أصفهان، وسط البلاد، جاء لتقديم المساعدة في جهود مكافحة الفيروس، ورفضت مشروع إقامة مركز طوارئ أراد الفريق تنفيذه لعلاج المصابين في المحافظة.

يأتي هذا بعد معارضة متطرفين ووسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري عمل الفريق، حيث كتب مستشار وزير الصحة علي رضا وهاب زاده، على “تويتر” موجها حديثه لمنظمة أطباء بلا حدود: “حاليا لسنا بحاجة إلى إقامة مستشفى ميداني من الخارج، وهذا الوجود مُلغى”، بينما تم اتخاذ قرار الطرد في وقتٍ کان وفد “أطباء بلا حدود” وصل إلى إيران، ويعمل على إقامة مركز طوارئ لعلاج المصابين بكورونا في أصفهان بسعة 48 سريرا، وتم نقل هذه الوحدة الطبية الميدانية بالطائرة من المركز اللوجيستي للمنظمة في فرنسا، برفقة فريق من 9 أطباء واختصاصيين.

ولقي إرسال “أطباء بلا حدود” ومعداتهم في الأيام الأخيرة اعتراضات من بعض المتطرفين ووسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري، على سبيل المثال، انتقد حسين شريعتمداري، ممثل المرشد اﻹيراني في صحيفة “كيهان”، حضور هذه المنظمة إلى إيران، بحجة “نظرية المؤامرة” مجددا، كحال المرشد الأعلى على خامنئي الذي يسيس الأزمة بينما يستجدي رئيسه رفع العقوبات الأمريكية لاستغلال موارد البلاد لمصلحة الإرهاب.
ولأن الجزاء دائما من جنس العمل، أظهر تقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية أن تفشي كورونا في إيران تسبب في عزلها وإغلاق حدودها مع جيرانها بعد أن غزت دولا أخرى بالفيروس، ما عزز خنقها اقتصاديا بدرجة أكبر من العقوبات الأمريكية.

ولفت التقرير إلى اختناق العديد من طرق التجارة الإقليمية التي أصبحت إيران أكثر اعتماداً عليها خلال الفترة الماضية، في محاولاتها الالتفاف على العقوبات، حيث وجه فيروس كورونا ضربة أشد لاقتصاد إيران من العقوبات الأمريكية خلال فترة قصيرة جدا، مع إغلاق العديد من جيرانها، بما في ذلك العراق وتركيا وباكستان وأفغانستان وأرمينيا، حدودهم أو فرضوا قيودا على المعابر والتجارة، في ظل أزمة كورونا، بعدما كانت طهران تستخدم هذه المعابر لتصدير إنتاجها بطرق ملتوية وعبر شبكة معقدة من الوسطاء والشركات الوهمية للحفاظ على تدفق البضائع والأموال، وإن كان ذلك بتكلفة أعلى وبأوقات تسليم أطول.

وأفاد التقرير بأن الوضع تبدل حاليا بسبب كورونا رأسا على عقب، فبعدما كانت الوجهات الأساسية لصادرات إيران غير النفطية: الصين بالمرتبة الأولى بقيمة 22.9 مليار دولار، العراق بـ22 مليار دولار، الإمارات بـ10.5 مليار دولار، وأفغانستان بـ5.6 مليار دولار، خلال الفترة من 21 مارس 2019 إلى 19 مارس 2020، تراجعت هذه الأرقام بدرجة كبيرة للغاية، بعدما فرضت هذه الدول قيودًا كبيرة على حركة السفر والتجارة مع إيران، مما فاقم تدهور اقتصادها بشكل يفوق كثيرا تداعيات العقوبات الأمريكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *