البلاد – رضا سلامة
فيما شهدت إدلب السورية توترا بين القوات التركية والميليشيات الموالية لها من جانب، وقوات النظام السوري وحلفائه، أمس (الجمعة)، واصل أردوغان تعديه على الأراضي السورية بإدخال رتلين عسكريين يضمان نحو 110 آلية عسكرية عبر معبر كفرلوسين الحدودي إلى إدلب نحو المواقع التركية في المنطقة، بعد مقتل جنديين تركيين في إدلب، كأول خسائر لتركيا منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في المنطقة بين بوتين وأردوغان حيز التنفيذ بداية شهر مارس الحالي، في دلالة على تهديدات كبيرة للتهدئة في إدلب، وغموض مصير الاتفاق الروسي التركي.
وفي ليبيا، كشف المتحدث باسم الجيش الوطني، اللواء أحمد المسماري، أمس، أن القيادة العامة للجيش تدرس حاليا دعوات وجهتها البعثة الأممية ودول صديقة، وأبناء الشعب الليبي لـ”وقف فوري للقتال بالعاصمة طرابلس” لمواجهة فيروس كورونا المستجد”، متوقعًا أن تتخذ قيادة الجيش قرارًا بشأن الأمر خلال الساعات المقبلة، رغم وجود تحديات كثيرة، في مقدمتها استمرار التهديدات، وتزايد أعداد المرتزقة السوريين، والعناصر التركية بالأراضي الليبية”، ما يشير إلى أن الدور التركي معرقل لمساعي وقف إطلاق النار هناك وأيضًا لجهود مكافحة فيروس كورونا على الأراضي الليبية.
وفي الداخل التركي، تعدت وزارة الداخلية على حريات 64 شخصًا بزعم أنهم نشروا مواضيع مستفزة تتعلق بكورونا المستجد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن اشتبهت في 242 شخصا ودون إعطاء المزيد من التفاصيل، مع سعيها لتوقيف البقية.
يذكر أن الوفاة الرابعة بكورونا بحسب وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجة، تعود للجنرال المتقاعد “ايتاك يالمان” الذي شغل منصب قائد القوات البرية التركية في وقت سابق، وذكر الوزير أن زوجته تخضع للعلاج بسبب إصابتها بالفيروس.
ولم يكتف النظام التركي باعتقال ناشري المعلومات عن ضحايا ومصابي كورونا، بل يمارس التمييز العنصري في تعاطيه مع الأزمة، حيث ينشر كل ما يتعلق بالجائحة باللغة التركية فقط، بينما يعيش ملايين الأكراد وبعض الأقليات في تركيا وأعداد كبيرة منهم لا يجيدون اللغة التركية، الأمر الّذي أثار أزمة جديدة.
وفي هذا الصدد، طالب حزب “الشعوب الديمقراطي” التركي السلطات الحكومية ووزارة الصحة وهيئاتها بنشر الإرشادات والمعلومات المتعلقة بالفيروس بلغاتٍ أخرى متداولة في تركيا ومنها الكردية.
وجدد مسؤول حزب “الشعوب الديمقراطي” في مدينة ديار بكر الواقعة جنوب شرقي تركيا، زيّات جيلان، مطالبه باستخدام اللغة الكردية من قبل المؤسسات الطبيّة التركية التي تنشر مستجدات فيروس كورونا عبر المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام المحلية.
وقال: إن “منظمة الصحة العالمية نشرت عدّة بيانات وفيديوهات تبيّن طرق الوقاية من هذا الفيروس باللغة الكردية”، وأضاف: “لكن الهيئات والمؤسسات الصحية في تركيا لا تستخدم اللغة الكردية على الإطلاق، وهناك كثيرون لا يجيدون اللغة التركية وعليهم أن يعرفوا ماذا يجري بخصوص الفيروس المستجد، لذلك على السلطات تداول المعلومات بلغتهم الأم”، وتابع قائلًا: إن “الأكراد لا يتابعون قناة TRT6 الحكومية الناطقة بالكردية، فهي تصفهم بالإرهابيين”.
وانتقد مسؤول آخر في حزب الشعوب الديمقراطي، هو سيزاي تميلي، عدم استخدام الهيئات الصحية في تركيا اللغة الكردية إلى الآن، لا سيما وأن الفيروس المستجد يشكل خطرًا كبيرًا على العالم بأسره، وقال في واحدة من تغريداته: “على الدولة التي لا تأخذ بعين الاعتبار واقع تعدد اللغات بتركيا أن تقدم تلك الإرشادات باللغة الكردية أيضًا”.