في العشرين عاماً الماضية، سيطرت خمسة أندية على الدوري الإنجليزي الممتاز، و لم يكن من ضمن مدربيها سوى مدرب واحد بريطاني، وهو الاسكتلندي السير اليكس فيرجسون ، أما في الدوري الألماني، و في نفس المدة فتحققت 15 بطولة دوري بمدربين ألمان(ثمانية منها للبايرن، وسبعة لأندية أخرى) ،
أما في الدوري الإيطالي ففي آخر عشرين عاماً سيطرت ثلاثة أندية على البطولات، وكان جميع مدربيها إيطاليين ماعدا مورينهو في مناسبتين فقط. لاتوجد قاعدة معينة في نجاح المدربين الوطنيين وتفوق جنسية على الأخرى من ناحية القدرات التكتيكية (إن استثنينا المدربين الإيطاليين وليس جميعهم) ، ولكن الغالب أن المدربين في أي دولة يكونون من نفس الجنسية لعدة أسباب؛ كأن يكون لديهم حافز أكبر لأداء أفضل، أو أن تكون التكلفة المالية أقل، وقبل كل ذلك وكأي وظيفة أخرى في العالم فالأولوية، والأغلبية للمواطنين وعندما لايتوفر المواطن الجيد بما فيه الكفاية، عندها يتم استقطاب الأجانب ،
فالبرازيل أكبر منبع للاعبين الموهوبين الذين ينتشرون في كافة بقاع الأرض، وخصوصاً في القارة التي بها أقوى دوريات كرة القدم، ومحط أنظار العالم لمشاهدة كرة القدم الحقيقية، وهي قارة أوروبا، لا نشاهد مدربين برازيليين منتشرين في القارة الأوروبية عموماً لعدة أسباب يطول شرحها وتفصيلها، ولكن أهمها انتشارهم في البرازيل كمدربين وطنيين.
إن سلمنا بأن أنديتنا الكبيرة تطمح للسيطرة على البطولات المحلية والقارية فسيبقى السؤال المهم.. ماهي طموحات أندية الوسط والمؤخرة، والأندية التي تحاول الصعود لدوري الأضواء لتصرف أموالاً طائلة على طواقم تدريبية أجنبية تجيء وتذهب؟ بالمنطق البسيط يجب على هذه الأندية أن تستعين بمدربيين وطنيين ليكبر طموح النادي والمدرب المواطن سوياً.
أعرف أن موضوع المدرب الوطني موضوع شائك وذو أبعاد كثيرة ولكن لا يمكن أن نتجاهل أن وضع المدرب الوطني يحتاج للمزيد من النظر والعمل ، فليس من المنطق ان يرتقي المواطن السعودي في كل المجالات ويبقى التدريب مكانك سر.
بُعد آخر
جميع المنتخبات التي حققت كأس العالم حققتها بمدربين وطنيين ، وأول إنجاز سعودي في كرة القدم تحقق بقيادة مدرب وطني.