الدولية

 بعد سوريا وليبيا.. أردوغان يطمع في اليمن

البلاد – رضا سلامة

يشهد التدخّل التركيّ في اليمن ارتفاعا ملحوظا في الآونة الأخيرة، بالتنسيق المباشر مع قطر وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية وقياداتها المتواجدين في إسطنبول، وباستخدام الأذرع الأمنية والاستخبارية التركية العاملة تحت لافتة مؤسسات العمل الإنساني مثل هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، وذلك بحسب ما يرصد متابعون للشأن اليمني.

ولا يزال النظام التركي يتلمس طريقه نحو الملف اليمني، ويعزز تواجده السياسي والإعلامي والاستخباري في الساحة اليمنية، انتظارا للتحولات التي قد يشهدها اليمن مع تلويح قيادات إخوانية مرتبطة بأنقرة بفتح باب التدخل التركي على مصراعيه لتنفيذ الأجندة الإخوانية التي يعد أردوغان عرابها الأول، بينما يدعمها ويمولها بقوة نظام تميم.

وتكشف أنقرة بشكل متزايد عن موقف مناوئ لجهود دعم وحدة واستقرار اليمن، وعن توجّه لاستخدام الملف اليمني كمنصة لصراعاتها الإقليمية، وسابقًا عبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن هذا التوجه في مقابلة على قناة الجزيرة القطرية، وأظهر تعاطفًا مع ميليشيا الحوثي الانقلابية، ذراع إيران في اليمن.

ويرى مراقبون أنّ التصعيد التركي انسجم مع توجهات أنقرة لبناء تحالف مع قطر في اليمن قائم على ابتزاز الشرعية اليمنية والدول الساعية لحماية اليمن من المشروع الإيراني وأداته الحوثية، ومحاولة التقريب بين الحوثيين وتيار من الإخوان المرتبط بقطر وأنقرة، إضافة إلى بروز الحديث عن الدور التاريخي القديم في البحر الأحمر واليمن على وجه التحديد، في إشارة لرغبة تركيا في إعادة بسط نفوذها القديم في اليمن لتحقيق مكاسب استراتيجية على طريقة الأجندة التركية في سوريا وليبيا التي استفادت من الأجندات المحلية لجماعة الإخوان.

واعتبر مراقبون أن تركيا تستغل الفرص لمد نفوذها وتحقيق أوهام أردوغان في إعادة إحياء الإمبراطورية القديمة، وتبدو اليمن الفرصة الجديدة التي يسعى الرئيس التركي لاستغلالها، ويشهد الدور التركي في اليمن تصاعدا لافتا في الآونة الأخيرة، في أعقاب التقارب بين أنقرة وطهران الذي انعكس على تقارب بين الحوثيين الذي تدعمهم إيران، وجماعة الإخوان والتنظيمات المتشددة التي تدعمها تركيا.

وأشارت تقارير عديدة إلى رعاية تركيا واستضافتها لقاءات بين ممثلين عن النظام الإيراني وجماعة الإخوان، وخرجت اللقاءات بالاتفاق على توحيد الجهود لاستهداف أمن واستقرار اليمن.

كما يقوم الضباط الأتراك بزيارات متكررة لبعض المحافظات، تتناغم مع دعوات لتمكين أنقرة من بعض القطاعات الاقتصادية الحيوية في اليمن مثل الموانئ والمطارات والنفط والغاز.

ويخشى كثير من المراقبين من تداعيات التقارب الإيراني التركي والمحور الثلاثي الذي يضم أيضًا قطر في إحداث تفاهمات بين الحوثيين والإخوان، قد تؤثر سلبًا على معركة تحرير اليمن من المشروع الإيراني، مما يستدعي وجود كتلة وطنية لمواجهة المشاريع الإقليمية في اليمن وفي مقدمتها المشروع الإيراني والتركي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *