اليوم العالم كله يتساءل.. اذا كانت الصين تستطيع ان تفعل ذلك .. هل نحن نستطيع ايضا .. ؟!
والمقصود هنا هو التجربة الصينية في التعامل مع انتشار وباء فيروس كورونا الجديد بعزم وحزم ومهارة وارادة واحترافية .. ولكن كيف ..؟!
هذه التجربة تعتبر نموذجا حيا للادارة والتنسيق والانضباط وسرعة الحركة والتخطيط واتخاذ القرار واولا واخيرا توظيف التكنولوجيا في مكافحة الوباء.
لا شك في ان انتشار فيروس كورونا كوباء سوف يلقي بظلاله علي حياة البشرية حول العالم في المستقبل.
سيطرأ تغيير على سلوكيات الناس وطريقة تفكيرهم وثقافتهم وانماط حياتهم وطرق واساليب العلاج والتطبيب بل سيطال التغيير ايضا نظم التعليم .. وطرق مواجهة الكوارث الطبيعية والامراض .. وسيقود العالم الى اختراع وسائل وطرق استباقية لمكافحة الامراض الوبائية القاتلة التي تصيب الانسان والحيوان .. هذا الى جانب تغيير انماط الغذاء والاتجاه الى المنتجات الغذائية النباتية والاخرى التي تنتج في المعامل والمختبرات.
هذا وستقفز التكنولوجيا على مقدرات حياتنا بسرعة فائقة وستكون ذكية في التعامل مع قواعد المعلومات الضخمة والمعادلات الرياضية التي تتيح لنا معرفة توجهات وسلوك البشر في التعامل مع الامراض وطرق انتشارها واولا واخيرا ستدخل مناهج التعليم برامج – السلوك البشري المنضبط ـ وهو الذي انقذ الصين من كارثة اكبر.
وكما ذكرنا سابقا ..لقد لعبت التكنولوجيا دورا فاعلا في ادارة الازمة .. وخصوصا طائرات الدرونز في توصيل الغذاء والدواء الي المنازل والمستشفيات وتنبيه الناس عبر الميكروفونات لعدم الخروج من المنازل واستعمالها في رش الشوارع والمباني والاسطح بالمعقمات والمطهرات وقياس درجة حرارة اجسام الناس من الجو.
وكان ايضا للروبوتات ذاتية القيادة دور اساسي لتوصيل الغذاء والدواء الى غرف واسرة المرضى والتحدث اليهم عبرها واعطاؤهم الحقن وتحريكهم على الاسرة وتعقيم الغرف والاجهزة والمعدات والحمامات .. وتوصيل الغذاء الى المنازل ..الخ.
وبعد ان اقفلت المدارس والجامعات والمسارح ودور السينما .. اصبح التعليم عن بعد .. والترفيه منزليا عبر الانترنت والتلفاز والالعاب الالكترونية .. وانتعشت التجارة الالكترونية عن طريق استعراض المنتجات بواسطة تكنولوجيا الواقع الافتراضي .. الخ.
اما الصورة المبهرة تجلت في الاعمال التطوعية التي قام بها مئات الالوف من الصينيين لمساعدة المختصين والطواقم الطبية العاملة وايضا فرض النظام والانضباط.
وقبل ان اختتم مقالي .. يجب ان نقف تحية اجلال وشكر وتقدير لحكومتنا العظيمة والعاملين النبلاء الذين كان لهم من القوة والشجاعة والمهنية في اتخاذ قرارات صعبة واستباقية لمكافحة المرض.
واخيرا .. بالعلم .. والحقائق .. والمعلومات.. والانضباط سيتغلب العالم على هذه الازمة باذن الله.