جدة – البلاد
المشكلة التي تعرضت لها ايطاليا ولا زالت فيما يتعلق بتفشي كورونا تكمن في سلوك المجتمع الذي لم يعِ خطورة سرعة انتشار الفيروس على النحو الذي جعل من ايطاليا بؤرة للوباء في غضون ايام معدودة، حتى بلغ الحد عدم قدرة المستشفيات والمراكز الصحية على استيعاب أعداد المصابين فتساقطوا جماعات في الشوارع بحكم انتشار الفيروس.
نفس المشكلة تعرضت لها ايران مضاف اليها محدودية القدرات وعدم الاهتمام بصحة الانسان في الايام الطبيعية ناهيك عن زمن الازمات الصحية، فشهدت ولا زالت هي الاخرى سقوط مئات الوفيات. هزيمة كورونا محصورة وفقا للعلماء والخبراء بسلوك المجتمع ولهذا اتخذت المملكة اجراءات استباقية احترازية غاية في الاهمية للحد من التجمعات والابتعاد عن الاحتكاك والمصافحة والحرص على نظافة اليدين والحذر من لمس الاسطح، وأوقفت الادارات الحكومية والخاصة العمل بنظام البصمة اضافة الى اجراءات تعليق السفر وايقاف الدراسة وتعليق العمرة والزيارة مؤقتا والحث على عدم دخول المسجد للمصاب والخائف.
لا يمكن قبول الاستهتار بوباء سريع الانتشار فالنتائج وخيمة بدأت تطفو على سطح الواقع في ايطاليا وايران ولا يمكن للقدرة الاستيعابية للمراكز الصحية استقبال حالات تفوق الامكانات مهما كانت تلك الامكانات كبيرة ولا يمكن لخطة أيا كانت وقف زحف هذا الفيروس دون وعي المجتمع، ولنا فيما حققت الصين العبرة، فالنتائج المطمئنة أتت عبر سلوك المجتمع الصيني الذي التزم بالاجراءات والتعليمات وظل ملازما للمنازل لتأتي النتائج ايجابية وتنحسر سرعة انتشار الفايروس.