محمد عمر – البلاد
تواجه اقتصاديات الطيران في العالم أزمة كبيرة على ضوء التراجع غير المسبوق في حركة السفر الجوي ، وهوت مؤشرات الأسواق الأيام الماضية؛ خاصة أسهم شركات الطيران الأوروبية التي زاد عليها إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب منع حركة الطيران مع أوروبا باستثناء بريطانيا لمدة ثلاثين يوما، للحد من انتشار فيروس كورونا.
ودعا الاتحاد الدولي للنقل الجوي (ياتا) دول العالم للاستعداد للعواقب الاقتصادية الواسعة التي ستنجم عن الضغوط الشديدة التي يتعرض لها قطاع النقل الجوي وشركات الطيران في ضوء تطورات وباء كورونا الجديد كوفيد ١٩ .
وأشار المدير التنفيذي للاتحاد ألكسندر دي جونياك في بيان له إلى أن شركات الطيران التي توظف ٢،٧ مليون شخص تحتاج إلى الدعم.
وطالب الدول بتقديم الدعم الاقتصادي لقطاع النقل الجوي أثناء اتخاذها للتدابير التي تراها ضرورية لاحتواء الفيروس.
وفي هذا السياق، هبط سهم شركة الخطوط الألمانية “لوفتهانزا” بنسبة 11.4%، كما هبط سهم “آير شاتل النرويجية” 16% ، وبلغت خسائر سهم الخطوط البريطانية 10.7%،
حول هذه المستجدات، قال الدكتور كريم عادل الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية: إن القيود العالمية على السفر وتغيير مواعيد فعاليات جعلا الكثير من المسافرين يغيرون ترتيبات سفرهم أو يلجؤون إلى إلغائها، الأمر الذي يتطلب من شركات الطيران أن تعيد تنظيم الموارد للتكيف مع هذه التغييرات، خاصةً في ظل ما هو متوقع من انخفاض مبيعات تذاكر شركات طيران الشرق الأوسط بالمنطقة خلال الأسابيع المقبلة، في حالة تمديد قيود السفر المفروضة في آسيا، الأمر الذي ستواجه معه إيرادات هذه الشركات مخاطر الهبوط السريع .
وتشير التقديرات الحالية إلى أن شركات الطيران العالمية قد تخسر 113 مليار دولار من مبيعاتها في حال استمرار انتشار فيروس كورونا، وفقاً لما ذكره اتحاد النقل الجوي ، فيما تقدر خسائر شركات الطيران في الشرق الأوسط بأكثر من 100 مليون دولار حتى الآن، وقد تضطر الحكومات مساعدة الناقلات خلال هذه الفترة الصعبة، كما فعلت الحكومة الصينية.
الأمر الذي يتطلب معه من حكومات كافة الدول سرعة التدخل لمساندة شركات الطيران وتقديم الدعم اللازم لها على اجتياز هذه الفترة الصعبة ، وذلك من خلال خفض تكاليف التشغيل حيث تتحكم الحكومات في بعض أوجه التكاليف التي تتحملها شركات الطيران مثل الضرائب ورسوم الهبوط والتحليق والأرضيات وغيرها من نفقات التشغيل.
من جهته، قال الدكتور على عباس: إنه وبعد 40 يوما فقط من إعلان ظهور فيروس كورونا الغامض، نجده أنه قد خلف وراءه ضحايا جددا ، وخسائر اقتصادية فادحة ،وفاتورة مليارية، وانكماشا اقتصاديا مع توقع بانخفاض حركة التجارة العالمية ، كانت بداية الخسائر الاقتصادية من معقل الفيروس القاتل من الصين التي رصدت نحو 170 مليار دولار مع ظهور آثار الفيروس في مقاطعة ووهان، ليتم صرفها تبعا لمكافحة كورونا.
كما أرسل بنك الاستثمار الأمريكي جيه.
بي مورجان تشيس المئات من موظفي المبيعات وتداول الأوراق المالية في نيويورك ولندن، إلى مقار احتياطية لتقليل أي اضطراب محتمل في أنشطة البنك، إذا تعرض موظفون في البنك للإصابة بفيروس كورونا، وشهدت الأسهم الأمريكية عمليات بيع كثيفة، هوت بأسهم البنوك وشركات السفر،و يتزامن الانخفاض مع استمرار التقلبات الكبيرة في السوق بسبب الضبابية التي تكتنف انتشار فيروس كورونا وتبعاته الاقتصادية كما هبط المؤشر نيكي القياسي في بداية التعامل ببورصة طوكيو للأوراق المالية، بمقدار 1.5%.