يأتي تعليق الدراسة المؤقت في التعليم العام والجامعي، حرصا من حكومة خادم الحرمين الشريفين ، وسمو ولي العهد الأمين، ضمن الجهود الاحترازية التي تبذلها الدولة، من أجل سلامة أبنائها من الطلاب والطالبات، في مختلف المراحل التعليمية والجامعية، ومع هذا الاهتمام الذي جنّدت له الدولة كافة أجهزتها، فتصريح معالي وزير الصحة، الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، مطمئن المواطنين والمقيمين، بعدم ظهور أية حالة في أية منشأة تعليمية ، ليتم التنسيق مع وزارة التعليم، على تعليق الدراسة مؤقتاً، يأتي هذا التصريح عطفا على التوجيهات الحثيثة والمستمرة على مستوى القيادة حفظها الله ، بهذه الشفافية حفاظا على أرواح وسلامة أبنائنا وبناتنا، الأمر الذي زاد من ثقة المواطنين في جهود الدولة مُمَثّلة بالوزارات المعنية.
ومن جهتها دعت وزارة التعليم لمتابعة العملية التعليمية، والتنسيق في إجراءات التعليم عن بُعد، والرد على استفسارات أولياء الأمور، ودعت اللجنة المكلفة للتأكد من جاهزية البدء بالمدرسة الافتراضية خلال فتره تعليق الدراسة عبر وسائل التعلّم عن بعد، التي وفرتها الوزارة، من خلال منصة المدرسة الافتراضية (Vschool.sa) التي توفر جميع الخدمات، كبديل لإتمام العمليات التعليمية، ولا تتطلب حضور الطالب للمدرسة، وذلك من خلال تقديم الدروس ، بشكل متزامن وحل الواجبات، واستخدام المواد الإثرائية الرقمية ، بواسطة الموقع والتطبيق الموجود في متاجر التطبيقات، تحت مسمى «منظومة التعليم الموحدة».
وفي مُداخلة لوكيل جامعة أم القرى الأسبق، الأستاذ الدكتور هاشم بن بكر حريري، أستاذ الإدارة التربوية والتخطيط بكلية التربية حاليا، وعضو مجلس منطقة مكة المكرمة، متحدثا عن ما وفرته الجامعة، من التقنيات والشبكات الإلكترونية وخدمات النِّت السريعة، لخدمة الطلاب والطالبات، في مرحلة البكالوريوس ، والتي تعتمد على قدرة أعضاء هيئة التدريس، في حث الطلاب على التواصل ، مع أساتذة المواد الدراسية، وتقديم أبحاثهم ورفع معنوياتهم ، لتحقيق نتائج إيجابية ، مُشيداً بطلاب وطالبات الدراسات العليا، الأكثر حرصا على التجاوب، مع معطيات التقنية، ووسائلها المتعددة، متمنيا أن تكون الأسر أكثر عوناً لأبنائها ، في مرحلة التعليم العام، ومرحلة البكالوريوس، باعتبارهم بحاجة لمثل هذه التوجيهات الأسرية.
ولأنني أومن بالتعددية الفكرية، وطرح الآراء الجادة، فهذه الإشادة من سعادة الأستاذ الدكتور سعود بن حسين الزهراني مدير عام التعليم بمنطقة المدينة المنورة سابقاً، والخبير والباحث في الشأن التربوي التعليمي، مؤكداً بأن الدراسات الاستشرافية ، لمستقبل التعليم والمتزايدة بالاهتمام ببرامج التعليم عن بُعد ، من خلال المنصات الإلكترونية لمواكبة التطورات المستمرة ، في التقنيات التعليمية ، وفي تواصل نشاط وسائل الإعلام الجديد ، والتواصل الاجتماعي ، ومزاحمتها في التأثير التربوي والتعليمي ، فالقرار الوطني بتعليق الدراسة ، في جميع مؤسسات التعليم والتدريب الحكومية والأهلية ، كإجراء احترازي منطقي ، ليفتح الأبواب مشرعة لاختبار فاعلية التعليم والتدريب عن بعد ، ومنصاته التي وفرتها وزارة التعليم بالمملكة ، من خلال قنوات عين وغيرها من المنصات الإلكترونية .