البلاد – رضا سلامة
واصل “كورونا” فضح فشل نظام الملالي في حماية أرواح مواطنيه، وتوالت اعترافات صحف ومسؤولين إيرانيين، أمس (الاثنين)، بتفشي الفيروس ونشره الذعر في شوارع إيران، وبينما عجز النظام عن توفير أبسط متطلبات الوقاية كالكمامات والقفازات والمطهرات، يستمر في برنامجه النووي مخالفًا التزاماته، ما دعا رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى ضرورة توقف إيران عن عرقلة تفتيش 3 مواقع نووية محتملة، مشددًا على ضرورة تعاونها الفوري والكامل مع الوكالة.
وفي حين، قال مدير مركز الإعلام بوزارة الصحة، كیانوش جهانبور، أن عدد وفيات كورونا ارتفع إلى 237 والمصابين 7161، تشير تقارير موثقة للمعارضة الإيرانية إلى تجاوز عدد الوفيات 2200 والمصابين بعشرات الآلاف على الأقل، فيما أعلن رئيس السلطة القضائية، إبراهيم رئيسي، الإفراج عن نحو 70 ألف سجين بسبب تفشي كورونا في البلاد، بينما تصدر انتشار المرض عناوين أغلب الصحف الإيرانية، أمس، إذ تناولت “جهان صنعت” في تقرير بعنوان “ناقوس الموت” الأوضاع المزرية في مدن الشمال، في الوقت الذي لم تتخذ فيه السلطات أي إجراء لفرض الحجر الصحي على أيّ مدينة، وجاءت افتتاحية الصحيفة تحت عنوان “افرضوا الحجر الصحي على المسؤولين”، مشيرة إلى سوء إدارة أزمة كورونا وإعلان المسؤولين أن فرض الحجر الصحي إجراء من العصور الوسطى.
إلى ذلك، أعلن ممثل وزير الصحة في اجتماع مجلس مدينة رشت، محمد حسين قرباني، أنه حتى ليل السبت توفي أكثر من 200 شخص بسبب كورونا في كيلان فقط، الأمر الذي أكده عضو مجلس شورى الملالي، جعفر زاده أيمن آبادي، بالقول إن كورونا يتسبب في وفاة بين 30 و 40 فردًا يوميًا في المحافظة، كاشفًا عن إصابة 50% من الطاقم الطبي بكورونا .
وكان 4 برلمانيين إيرانيين: طيبة سياوشي وفاطمة سعيدي النائبتان عن طهران، وحميدة زر آبادي عن مدينة قزوين، وعبد الكريم حسين زاده عن نقدة واشنويه، أصدروا بيانًا مشتركًا أكدوا خلاله أن إجراءات الوقاية من كورونا فشلت، وطالبوا بفرض الحجر الصحي الكامل على النقاط الموبوءة.
وفي سياق النووي، دعا رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، أمس في فيينا، إلى ضرورة توقف إيران عن عرقلة تفتيش 3 مواقع نووية محتملة. وقال جروسي في اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية “أدعو إيران إلى التعاون الفوري والكامل مع الوكالة، بما في ذلك من خلال توفير إمكانية الوصول الفوري إلى المواقع المحددة من جانب الوكالة”، بينما حذر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى من التراخي تجاه البرنامج النووي الإيراني، محددًا طريقتين لإيقافه: إما الإطاحة بالنظام أو حرب شاملة في المنطقة.
وأشار تقرير للمعهد إلى أن الدبلوماسية والضغوط الأمريكية حجمت كثيرًا خطر إيران النووي، لكن التقارير الأخيرة لـ “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” حول إيران والمتضمنة تضاعف مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب 3 مرات منذ نوفمبر الماضي، يعني إمكانية إنتاجها ما يكفي من اليورانيوم المستخدم لصنع قنبلة نووية بسيطة خلال ما يزيد قليلًا عن 6 أشهر، إضافة إلى تنديد الوكالة بعدم تعاون النظام الإيراني ومنعه المفتشين من أداء مهامهم، يوفر دوافع للمجتمع الدولي ومنظماته المعنية لتكثيف جهود منع إيران من امتلاك سلاح نووي.