جدة – خالد بن مرضاح
تشهد بطولة أرامكو السعودية الدولية لجولف السيدات، الأولى من نوعها في المملكة، تواجد أكثر من 100 لاعبة محترفة من حول العالم هذا الشهر؛ ليتنافسن في الحدث الرياضي الأبرز، الذي يمثل خطوة تاريخية كبيرة في مشوار تطوير اللعبة في المملكة والعالم.
وتُمثل البطولة التي ستُقام على مدار أربعة أيام أحدث المبادرات الرياضية التي تهدف إلى تشجيع الجيل المقبل من الفتيات العربيات على السعي لتحقيق أحلامهن والتغلب على العوائق والمصاعب التي قد تصادفهن في طريقهن، ومن أجل تقديم رياضة الجولف لشريحة جماهيرية جديدة من النساء والفتيات في المنطقة. المحترفات العالميات سيتنافسن في البطولة التي ستقام على ملعب الرويال غرينز والنادي الريفي، في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، في الفترة من 19 إلى 22 مارس الحالي.
تحدي السرطان
كثير من هؤلاء اللاعبات واجهن تحدياتٍ كبيرة في حياتهن، إلا أنها لم تثنهن عن تحقيق أحلامهن والتفوق في لعبة الجولف. وهنا، نتعرف على قصصهن التي يسردنها بأنفسهن، وعلى مشوارهن الرياضي الذي لم يخلو بالطبع من التحديات.
منذ عامٍ تقريباً، في مثل هذا الوقت، انقلب العالم من حول لاعبة الجولف الإسكتلندية هيذر ماكرايز رأساً على عقب حينما اكتشفت أنها مصابة بسرطان عنق الرحم، إلا أنها بعد أن عرفت بالخبر، واصلت هيذر المنافسة في اللعبة لتحرز لقب بطولة ال بي جي آي للمحترفين للسيدات، والتي خاضتها قبل أسبوعين فقط من العملية التي تقررت لها، لتتصدر قائمة النقاط، وتكسب مكانها في فريق بريطانيا وإيرلندة في بطولة كأس بي جي آي للجولف للسيدات.
وعن هذه المحنة تقول: “عادةً، لا نفكر أن مثل هذه الأشياء قد تحدث لنا، ومهما فعلنا، لا شيء يمكنه أن يُحضرنا نفسياً لتلقي مثل هذه الأخبار أو الاستجابة لها بالطريقة المثلى. لا أزال مذهولة بالطريقة التي تفاعلت بها بعد تشخيصي بالمرض خاصةً وأنني عرفت بمرضي في نفس الأسبوع الذي كنت أنظم فيه فعاليتين في الجولف بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، ربما كانت ردة فعلي هادئة نوعاً ما لأنني كنت أركز كثيراً على نجاح الفعاليتين لدرجة أنني لم أستغرق التفكير بالمحنة التي تنتظرني”.
وأحياناً أحلم فقط بالعودة للعب في البطولات مجدداً”.
واستطردت بالقول: “لقد كان آخر فحص قمت منذ تشخيصي بالمرض منذ عام بالأمس، وقد جاءت النتيجة مبشرة وأنا سعيدة جداً بذلك. إن التفكير بما مررت به العام الماضي في نفس هذا التوقيت من العام حيث أستعد حالياً للتنافس في بطولة أرامكو السعودية الدولية لجولف السيدات، التي تعتبر الأكبر على الإطلاق في مشوار الجولة الأوروبية للسيدات.
التغلب على الصمم
ثاني اللاعبات الملهمات، هي ديشكا داجار، أصغر لاعبة هندية تحرز فوزاً في الجولة الأوروبية للسيدات حيث فازت ببطولة جنوب إفريقيا المفتوحة العام الماضي، وهي لم تتجاوز الـ18 عامًا فقط، الأمر الذي يعد إنجازاً بحد ذاته، خاصة وأن ديشكا هي من فئة الصم من الولادة.
تقول: “أعتبر نفسي محظوظة جداً، وأن سعيدة وفخورة بما حققته حتى اليوم وذلك بالطبع بفضل دعم أسرتي والأشخاص من حولي الذين ساعدوني وقدموا لي الفرصة والإرشاد والتشجيع والثقة التي أحتاجها. في البداية عندما كنت صغيرة، لم أشعر بأنني أفتقر لشيء حتى عرفت أن الناس من حولي يستطيعون سماع الأشياء، فقررت ألا أفكر بالموضوع كثيراً وأن أمضي في طريقي وأن أقوم بالأشياء بأفضل طريقة ممكنة”.
وتضيف: “لقد أضاف الجولف الكثير من الحماس والسعادة لحياتي، وهدفي هو أن أكون ضمن الأفضل على مستوى العالم، وأن أستمتع ببطولات ومنافسات الجولف”.
التوفيق بين الجولف والدراسة
أحرزت السويدية جوليا إنغستروم، 18 عاما، الأسبوع الماضي لقب الغولف الأول لها على الإطلاق وذلك في الجولة الأوروبية للجولف للسيدات؛ حين حققت فوزاً كاسحاً في لقاء أستراليا. وهذه هي السنة الثالثة لها كلاعبة محترفة حيث صعدت سلم النجاح درجة درجة حتى صنعت لنفسها اسماً بارزاً بين بطلات الجولة الأوروبية، كما أنها إلى جانب الجولف، تستكمل تعليمها.
تقول: “منذ أن تحولت إلى الاحترافية، أحرص على التوفيق بين دراستي ولعبة الجولف، وأقوم بإحضار كتبي وجهاز الحاسوب المحمول الخاص بي أينما ذهبت. خلال فترة السفر للمنافسات، أستغل الوقت للدراسة ومتابعة دروسي. أحياناً يكون الأمر صعباً، لكن ما يساعدني هو أن مدرستي تتفهم الأمر وجميع الطلاب في صفي لاعبين محترفين وهذا شيء جيد لي”.