في يوم المرأة العالمي، أشارككم تجربتنا في الرياضة كأداة مهمة جدا من أدوات الدبلوماسية الشعبية وذلك من خلال الوفد النسائي الرياضي السعودي الذي ذهب الى سويسرا، الدولة الصديقة للمملكة العربية السعودية والتي تم دعوتها لحضور قمة مجموعة العشرين التي تعقد في العاصمة السعودية الرياض لأول مرة وذلك في شهر نوفمبر ٢٠٢٠م.
ان النظرة السائدة للرياضي ان يكون في إطار عمر زمني معين فئة مدرسية او جامعية – و بما انني لم اجد مظلة لما بعد مرحلة الجامعة في عام ٢٠٠٣م، فقد أسست فريقا لكرة السلة لمرحلة ما بعد الجامعة الذي كانت له مشاركات ودية دولية حول العالم لتشجيع قطاع الرياضة، ولتغيير الصورة النمطية عن المرأة السعودية، ثم تطور الى عمل مؤسسي اجتماعي، وثقافي، ورياضي.
وبعد ذلك تحول الى مبادرة رياضية دبلوماسية العام الماضي عندما بدأنا بالتبادل الرياضي بين فريق “الرياض يونايتد” السعودي، وفريق “الدبلوماسيات” الذي تقوده سعادة سفيرة مملكة بلجيكا لدى المملكة العربية السعودية السيدة دومينيك مينور والذي يضم في عضويته عدداً من الدبلوماسيات من عدة دول منها: سويسرا، وبريطانيا، وألمانيا، وتايوان وغيرهن من دبلوماسيات الدول الممثلة في العاصمة السعودية الرياض.
وقد تلقى فريق “الرياض يونايتد” دعوة كريمة من فخامة رئيس الاتحاد السويسري السابق – وزير الاقتصاد حالياً-، السيد يولي مورير، وذلك أثناء زيارته الرسمية التي قام بها الى المملكة العربية السعودية خلال شهر أكتوبر ٢٠١٩م.
وقد شملت الدعوة الكريمة من فخامة رئيس الاتحاد السويسري برنامجا تدريبيا في المركز الفيدرالي الرياضي للمنتخبات السويسرية، وكذلك تضمن البرنامج تعريفا بالمنظومة المتكاملة للرياضة في سويسرا. وبالاضافة الى ذلك شمل البرنامج ورش عمل ومحاضرات في التأهيل الرياضي، وعلم النفس الرياضي، وتقييم الاداء، والتغذية، والطب الرياضي. وتجدر الإشارة الى ان المركز الكونفدرالي ليس فقط مركز تدريب وتأهيل رياضيي النخبة، ولكنه ايضا مركز أكاديمي يمنح درجتي البكالوريوس والماجستير، ويرسم سياسة الدولة الرياضية التي تنفذ في المؤسسات التعليمية والرياضية.
وتضمن برنامج الزيارة حضور تصفيات نهائية لدوري السيدات السويسري لكرة السلة، وكذلك التواصل مع فريق فريجور من لاعبات أولمبيات في الفريق.
وتعبيرا عن تقدير الجانب السويسري للوفد الرياضي النسائي السعودي وما يقوم به من دور إيجابي في تعزيز دور الدبلوماسية الشعبية بجانبها الرياضي، فقد تضمن برنامج الزيارة اجتماعا مع معالي وزير الاقتصاد، المستشار الكونفدرالي، السيد مورير في مقر عمله. وقد أوضح الوفد الرياضي النسائي السعودي بأن هذه الزيارة تأتي تأكيداً لرؤية المملكة ٢٠٣٠ التي مكنت المرأة للمشاركة الفعالة في التنمية الوطنية الشاملة، وكذلك تمثيل مبادرات لمد جسور التواصل الدولي الإيجابي و الذي يعرف بثقافة و هوية المملكة. وقد عبر معالي وزير الاقتصاد عن سعادته بهذا التبادل الثقافي المهم من خلال لغة الرياضة، ولتأكيد ذلك فقد بادر بارتداء قميص فريق “الرياض يونايتد” في لفتة جميلة ليقول انتم لستم فقط ضيوفي، ولكنكم أيضا أصدقائي.
وتضمنت الزيارة السفارة السعودية في بيرن وكان في استقبال الوفد القائم بالأعمال بالإنابة د/ فرحان ال فرحان واختتمت الرحلة بزيارة الى مقر الاتحاد الدولي لكرة السلة بجنيف.
وقد تشرفت برئاسة هذا الوفد المتميز الذي ضم في عضويته عدداً من الشخصيات النسائية المتميزة من عدة مجالات وقطاعات ومنها القطاع الدبلوماسي والأكاديمي والقانوني والتنموي والإبداع المجتمعي.
وتعبيرا عن تقدير الجانب السويسري للدبلوماسية الرياضية واهميتها في التقريب بين الثقافات والشعوب، فقد رافق الوفد الوفد الرياضي النسائي السعودي خلال الزيارة السيدة بريجيت شالير، حرم سعادة سفير الاتحاد السويسري لدى المملكة العربية السعودية. وقد تضمن الوفد الرياضي النسائي الذي تشرفت برئاسته، شخصيات نسائية قديرة ومنهن د. نورة المساعد عضو مجلس الشورى ، الاستاذة دانية ال معينا الرئيس التنفيذي للجمعية الاولى، والاستاذة داليا فطاني مؤسسة استديو لوتشا، والأستاذة مها عمر، والمحامية بدرية مدير، وسيدة الأعمال بتول باروم.
ان الرياضة اليوم هي لغة العصر، والمرأة هي رمز البناء والمحبة والسلام، فإن اندمجت هذه العناصر تشكلت المعادلة للقوة الناعمة وأصبحت مدخلا مؤثرا ايجابا للدبلوماسية الشعبية السعودية.