البلاد – مها العواودة
في يوم المرأة العالمي الذي يصادف اليوم الأحد، مازالت فتيات ونساء فلسطين يتعرضن لقمع سلطات الاحتلال، حيث أكثر من 16 ألف أسيرة فلسطينية دخلن السجون الإسرائيلية منذ عام 1967، ما زالت (43) منهن داخلها حتى الآن، فالمرأة الفلسطينية ومنذ بداية القضية لم تُستثنَ من الاعتقالات، والأشكال والأساليب التي اتبعها الاحتلال عند اعتقال الفلسطينيات لا تختلف عنها عند اعتقال الرجال، في محاولة لإرهابهن وردعهن وتحجيم دورهن وتأثيرهن وتهميش فعلهن، أو بهدف انتزاع معلومات تتعلق بالآخرين، وأحيانا يتم اعتقالهن للضغط على أفراد أسرهن وأقاربهن، أو لدفع المطلوبين منهم على تسليم أنفسهم.
وأكد عضو المجلس الوطني الفلسطيني المختص بشؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل منذ عام1967 أكثر من (16) ألف فلسطينية، من أعمار وشرائح مختلفة؛ أمهات وزوجات وطاعنات في السن وحوامل ومريضات ومعاقات وقاصرات وطالبات في كل المراحل وكفاءات أكاديمية وقيادات مجتمعية ونائبات منتخبات في المجلس التشريعي.
وأضاف أن التاريخ الفلسطيني يسجل أن المناضلة “فاطمة برناوي” التي اعتقلت بتاريخ 14 أكتوبر عام 1967، تُعتبر الأسيرة الأولى في الثورة الفلسطينية، وقد حُكم عليها آنذاك بالسجن المؤبد “مدى الحياة”، إثر اتهامها بوضع قنبلة في سينما صهيون في مدينة القدس، مشيرًا أنه منذ ذلك الوقت استمر اعتقال الفلسطينيات دون توقف، وخلال العام المنصرم 2019 اعتقل الاحتلال نحو (128) فلسطينية، فيما سُجل اعتقال (29) منذ مطلع العام الجاري2020، وجميع من مررن بتجربة الاعتقال، قد تعرضن لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والمعاملة المهينة، كما تعرضن لمضايقات جمة وتعدٍ فاضح على خصوصيتهن داخل مراكز التوقيف، أو خلال تواجدهن في السجن أو أثناء التنقلات، فضلًا عن المحاكمات الجائرة وفرض الأحكام العالية والغرامات المالية الباهظة والاقامة الجبرية “الحبس المنزلي”، وأحيانا “الاعتقال الإداري”.
وبيّن فروانة أن سلطات الاحتلال ما زالت تحتجز في سجونها نحو (43) أسيرة، بينهن (16) أسيرة أم، وهناك (13) أسيرة من القدس و(6) من الداخل، واسيرتان من قطاع غزة، والباقي (22) من الضفة الغربية.وأوضح أن الأسيرة الفلسطينية تتعرض أثناء الاعتقال إلى تحقيق قاسٍ وتعذيب جسدي ونفسي وقمع وتنكيل وقهر وحرمان، دون مراعاة لجنسها وخصوصيتها، ودون توفير الحد الأدنى من احتياجاتها الخاصة، وتزداد معاناتهان في فصل الشتاء وارتفاع معدلات الرطوبة داخل الغرف ووجود كاميرات المراقبة والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، هذا بالإضافة إلى الاهمال الطبي المتعمد.
وأشار لما تعانيه الأسيرة من ظروف قاهرة أثناء نقلها في ما تُعرف بسيارة “البوسطة”، التي يتم بواسطتها نقلها بين السجون أو المستشفيات والمحاكم، حيث تعاني الأسيرة كثيرا أثناء التنقل جراء الاعتداء الجسدي أو اللفظي، أو الاثنين معا، لتشكل عملية النقل رحلة عذاب، إضافةً إلى معاناة الأسيرة داخل غرفة “المعبار” في سجن “هشارون” التي لا تصلح للحياة الآدمية، إذ تضطر لأن تنتظر فيها ساعات طويلة، أو المكوث فيها أيام عدة كمحطة انتظار، قبل استكمال نقلها إلى السجن المقصود أو المحكمة المحددة.
ويذكر فروانة أن الأسيرة الفلسطينية “هناء شلبي” من جنين سجلت الإضراب الفردي الأطول في تاريخ الحركة النسوية الأسيرة، حينما خاضت إضرابًا مفتوحًا عن الطعام استمر (44) يومًا متواصلًا.
من جانبها، أكدت الأسيرة المحررة مريم أبو دقة أن الاحتلال الإسرائيلي لا يفرق بين امرأة ورجل وطفل وشيخ ولا حتى معاق فالكل مستهدف بالقتل والاعتقال.
* أبشع صنوف التعذيب. مأساة أخرى عاشتها الأسيرة أبو دقة التي اعتقلت عام 1969 لمدة عامين وهي طفلة ثم أبعدت خارج فلسطين مدة 30 عامًا روت لـ “البلاد” تفاصيل معاناة أسيرات فلسطين داخل زنازين السجان الإسرائيلي ، حيث قالت: إن سجون الاحتلال جمعت أمهات وفتيات وقاصرات تعرضن لأبشع صنوف العذاب من ضرب لساعات طويلة وتكبيل ووضع في الزنازين وإهانات لفظية إضافة إلى منعهن من الذهاب للحمام، وإجبارهن على قضاء حاجتهن داخل الغرف في علب صغيرة.