البلاد – رضا سلامة، عمر رأفت
في مؤشر على تدهور شعبيته؛ بسبب تدخلاته الخارجية في شؤون الدول ودعمه للإرهاب وقمعه لشعبه مع تعذيب النساء والأطفال، أشار استطلاع رأي لمركز “متروبول” للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى ارتفاع عدد الأتراك الرافضين لأردوغان إلى 51.7 %، وهو ارتفاع كبير للغاية منذ أكتوبر الماضي، عندما أعرب أقل من 35 % عن رفضهم له، ورأي 48.8 % أن وجود الجيش التركي في إدلب غير ضروري، مقارنة بـ 30.7 % فقط وافقوا على وجوده.
ويعاني أردوغان من استعادة ثقة شعبه فيه، بعد تدخله في سورية، على الرغم من أن وكالة الإعلام الروسية، نقلت أمس (الجمعة)، عن مصدر عسكري قوله: إن هناك التزاما بوقف إطلاق النار في منطقة إدلب، الذي اتفق عليه الرئيس التركي رجب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وإن الوضع على الأرض هادئ، غير أن الهدوء يشوبه الحذر من انقلاب الرئيس التركي مرة أخرى وإخلاله بالاتفاق كما حدث في أوقات سابقة.
ولفت المرصد السوري لحقوق الإنسان وتقارير صحافية لوكالات أنباء، إلى أن إدلب تشهد هدوءًا حذرًا وغيابًا تامًا للطائرات الحربية لروسيا والنظام السوري عن أجوائها منذ دخول وقف إطلاق النار الذي أعلنته روسيا وتركيا حيز التنفيذ، مع بداية يوم أمس الجمعة، ورغم ذلك، رصد المرصد دخول 150 آلية وعربة عسكرية تركية إلى مواقعها في محافظة إدلب، بالتزامن مع استمرار الهدوء الحذر في عموم المنطقة.
وأعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس، عن ترحيبه باتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً أن التكتل سيكثف الآن مساعدة المدنيين المتأثرين بالصراع، مضيفًا أن: “وقف إطلاق النار أمر طيب، دعونا نرى كيف يمضي لكنه شرط مسبق لزيادة المساعدات الإنسانية للسكان في إدلب”.
وتابع بأن حكومات التكتل ستبحث تخصيص المزيد من الأموال للمهاجرين في تركيا، لكنها لن تقبل استخدام اللاجئين كأداة مساومة، وأضاف للصحفيين من العاصمة الكرواتية قبل رئاسة اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: “سنناقش الأمر”، مشيرًا إلى أن “تركيا تتحمل عبئا كبيرًا.
علينا أن نتفهم ذلك.
لكن في الوقت نفسه لا يمكننا قبول استخدام اللاجئين كمصدر ضغط” في إشارة لقرار أنقرة فتح حدودها مع اليونان.
وتوصل أردوغان وبوتين إثر لقاء استمر 6 ساعات في الكرملين، الخميس، إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في شمال غرب سوريا، وتعهدا بالعمل على أن يكون “مستدامًا”.
ووفق نص الاتفاق، ستُسيّر الدولتان دوريات مشتركة بدءًا من 15 مارس الجاري، على مسافة واسعة في محيط طريق ” m 4″ الدولي الذي يربط محافظة اللاذقية الساحلية بمدينة حلب، ويتطلع الطرفان إلى إنشاء “ممر آمن” بمسافة 6 كيلومترات من جانبي الطريق، ما يعني ضمنيًا منطقة عازلة بطول 12 كيلومترًا، فيما أعلن أردوغان أن الهدف “منع تفاقم الأزمة الإنسانية في إدلب”، محذرًا في الوقت نفسه من أن أنقرة تحتفظ “بحق الرد بكل قوتها وفي كل مكان على أي هجوم” تشنه دمشق، بينما عبر بوتين عن أمله في أن يشكل نص الاتفاق “أساسًا صلبًا لوضع حد للمعارك ولوقف معاناة المدنيين”.
وكان الهجوم الذي بدأته قوات النظام السوري بدعم روسي منذ مطلع ديسمبر الماضي قد مكنها من التقدم والسيطرة على مناطق واسعة في جنوب إدلب وغرب حلب، وتوتر الوضع في المنطقة الخميس قبل الماضي إثر مقتل 36جنديًا تركيًا بضربة جوية نسبتها أنقرة إلى دمشق.
وكنتيجة لابتزار أردوغان لأوروبا بورقة اللاجئين، اندلعت اشتباكات على الحدود اليونانية التركية، أمس (الجمعة)، حيث استخدمت السلطات اليونانية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لصد محاولة المهاجرين للدخول عبر الحدود إلى اليونان، في حين أطلقت السلطات التركية كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع على الجانب اليوناني من الحدود.
وكان أردوغان قد سهل للاجئين الوصول إلى حدود اليونان وبلغاريا، معلنًا أن بلاده لن تكون حارس البوابة لأوروبا، طالبًا منها مساندته في حملته العسكرية على إدلب وتقديم المزيد من المساعدات المالية، رغم أن الاتحاد الأوروبي يصر على أنه ملتزم بصفقة صرف فيها مليارات اليورو مقابل الرعاية، نظير تعهد تركيا بإبقاء الاجئين على أراضيها.