من مكامن قوة الاقتصاد لأي دولة قدرته على التنافسية، والأخذ بأسبابها ومواجهة التحديات، وتظل الميزة الأهم في استشرافه للتقدم خاصة في عصر الذكاء الاصطناعي وآفاق الثورة الصناعية والمعرفية المتسارعة بلا حدود في تغيير مفهوم التقدم ، بل مفهوم الاقتصاد والأنشطة والخدمات الذكية في العالم.
المملكة وهي تقود مجموعة العشرين الأكبر اقتصادا ، تحرص على أن تحدد مكانها وموقعها على خارطة التقدم، وفي القلب منه الذكاء الاصطناعي ، وقد قطعت خطوات هيكلية واستثمارية مميزة تجلى عنوانها في إنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” وقد أطلقت هويتها أمس ، بعد أن أكملت الهيئة استعداداتها لدعم انضمام المملكة إلى الاقتصاديات العالمية الرائدة في اعتماد الذكاء الاصطناعي، الذي يتوقع أن يسهم بأكثر من 500 مليار ريال، من إجمالي الناتج المحلي للمملكة بحلول عام 2030 ، ما يعادل 12.4% استشعارا من القيادة الرشيدة بأهمية الارتقاء إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات.
في هذا الاتجاه، حققت المملكة تقدماً كبيراً في الاستفادة من قيمة البيانات التي تشكل جزءًا مهماً من الأصول الوطنية منذ إطلاق الرؤية الطموحة ، بتطوير الإستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي وخلق قطاعات بيانات اقتصادية متنوعة من خلال ما بات يطلق عليه ” نفط القرن الحادي والعشرين” والإسهام الفاعل في تعزيز الابتكارات ومسقبل أكثر طموحا للاقتصاد الحديث والتنمية المستدامة.