الإقتصاد

40 مليار ريال اقتصاديات الذكاء الاصطناعي

 الرياض – البلاد- تصوير: عبد المنعم عبد الله

تحقق المملكة قفزات نوعية متسارعة لدخول عصر اقتصاد الذكاء الاصطناعي، انطلاقا من رؤيتها المستقبلية لتنويع وتطوير الموارد الوطنية، وريادتها ضمن الاقتصادات القائمة على ثروة البيانات.

وأوضح الدكتور عبدالله الغامدي، رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” أن قيمة اقتصاد البيانات والذكاء الاقتصادي في المملكة يقدر بنحو 15 إلى 20 مليار ريال، لافتا إلى توافر فرصة لتحقيق إيرادات إضافية ووفورات تقترب من 40 مليار ريال من خلال تسخير قوة البيانات لتحقيق أقصى قيمة منها، وضمان استخدامها بطريقة مسؤولة وآمنة.

وتوقع الغامدي في تصريح على هامش إطلاق الهيئة أمس هويتها الجديدة تحت شعار “البيانات هي نفط القرن الـ 21″، استعدادا لدعم انضمام المملكة إلى الاقتصادات الرائدة في العالم في اعتماد الذكاء الاصطناعي، أن يسهم الذكاء الاصطناعي بأكثر من 500 مليار ريال بما يعادل 12.4 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للمملكة بحلول 2030، مبينا أن قيمة البيانات عالميا في عام 2021 ستكون 2.9 تريليون دولار، وأن هذه القيمة ستولد 3.4 مليون وظيفة على مستوى العالم، موضحا أن إنشاء بنك البيانات الوطني أسهم في دمج وتوحيد أكثر من 80 مجموعة بيانات حكومية.

وأضاف: شهدنا الأثر المبكر للمبادرات القائمة على الذكاء الاصطناعي والبيانات وقدرتها على قيادة الاقتصاد السعودي نحو المستقبل، ولكننا على الرغم من ذلك لا نزال في المراحل الأولى، وهناك عديد من الفرص التي لم يتم استغلالها. ونعمل في “سدايا” على تطوير الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي للمملكة، وتنفيذها.

وذكر أنه في أقل من عام واحد منذ انطلاق عملياتها، حققت “سدايا” بالفعل تقدما بارزا تجسد في إنشاء بنك البيانات الوطني الذي أسهم في دمج وتوحيد أكثر من 80 مجموعة بيانات حكومية، أي ما يعادل نحو 30 في المائة من الأصول الرقمية الحكومية، وتنفيذ مشروع السحابة الحكومية الذي تمكن من دمج 83 مركز بيانات حكوميا لأكثر من 40 جهة حكومية، لبناء واحدة من كبريات سحابات المنطقة، واستخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات ووضع استراتيجية طموحة ومبتكرة للبيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة.

وتعد البيانات العامل الأكثر أهمية في تحقيق النمو والاستقرار في القرن الـ21، ولدى المملكة رؤية واضحة وخريطة طريق لانطلاق اقتصادها على الذكاء الاصطناعي والبيانات، وستضطلع “سدايا” بدور جوهري في تحقيق هذا النمو انطلاقا من مسؤوليتها عن وضع الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي وتنفيذها ورفع مستويات الوعي بشأن البيانات والذكاء الاصطناعي”.

وبحسب الدكتور عبدالله الغامدي ، ترتكز رؤية الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” على الارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات، كما تعبر عن التزام المملكة تجاه هذه الرؤية. وكجهة على مستوى عالمي متخصصة في حوكمة البيانات والذكاء الاصطناعي، تقوم الهيئة بدور محوري في تعزيز الابتكارات العالمية بما يسهم في تنويع الاقتصاد الوطني وتطوير الكوادر السعودية ، وتقوم الهيئة على ثلاثة جوانب وهي: مركز المعلومات الوطني وتحويله لبنك البيانات الوطني ومكتب إدارة البيانات لوضع السياسات وأخيرا المركز الوطني للذكاء الاصطناعي. ولدى الهيئة 96 هدفا منها 66 هدفا مرتبطة بالبيانات والذكاء الاصطناعي، وأوضح أن هناك ثلاث مهام رئيسة لتنفيذ أهداف الهيئة تبدأ من التشريعات والريادة في الابتكار إضافة إلى التشغيل.

من جانبه، أوضح مشاري المشاري الرئيس التنفيذي للمكتب الاستراتيجي للبيانات، أن “الذكاء الاصطناعي أصبح واقعا في اتخاذ القرار في المملكة، مضيفا أنه تم إنشاء بنك البيانات الحكومية ودمجنا 80 مجموعة بيانات حكومية كما تم إنشاء السحابة الحكومية ودمجنا 70 مكتب بيانات وأصبحت لدينا واحدة كبريات السحابات في المنطقة”.

إن السحابة الحكومية وفق تأكيد الدكتور الغامدي ، تعد ضرورة وطنية لترشيد الإنفاق والرقي بالخدمات التقنية، مضيفا أن الذكاء الاصطناعي سيساعد متخذي القرار من خلال محاكاة البيانات الحالية وسيسهم في إسعاد البشر من خلال الفن ومن خلال استخدام الذكاء الاصطناعي في تقنيات النقل والاتصالات وفي تقنيات الطاقة، وتسريع الوصول إلى قرارات مبنية على بينه من خلال الكم الهائل من البيانات التي لا يتحملها العقل البشري.
وحول المدن الذكية في المملكة ودورها في البيانات والذكاء الاصطناعي، كشف رئيس الهيئة عن شراكة استراتيجية مع نيوم سيعلن عنها قريبا بشأن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في بناء مدينة الأحلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *