موسكو – البلاد
يدفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باللاجئين إلى الموت على الشواطئ، فبعد أن استخدمهم كورقة ضغط على أوروبا لتحقيق مصالحه، نشر أمس (الخميس)، ألف عنصر من الشرطة لمنع اليونان من رد المهاجرين الذين واجهتم أوروبا بالصد، ما يجعلهم تائهين بين الطرفين لا يعرفون مصيرهم بسبب أطماع أردوغان.
وأكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، نشر ألف عنصر من قوات الشرطة الخاصة صباح أمس على ضفة نهر ميريتش على الحدود، بكامل معداتهم، للحيلولة دون رد المهاجرين، فيما رفض الاتحاد الأوروبي إثر اجتماع طارئ الأربعاء استخدام تركيا الضغط الناتج من المهاجرين لأغراض سياسية.
ويحاول أردوغان الخروج من عنق زجاجة إدلب، من خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، بعد استجدائه اللقاء لأيام، غير أنه المؤشرات تدل على صعوبة الوصول لاتفاق طويل الأمد يلبي تطلعات أردوعان، تزامنًا مع تعزيزات روسية لقواتها في سوريا بحرًا وجوًا، ومحاولات من إيران وميليشيات “حزب الله” لاستمرار التصعيد بين موسكو وحلفاؤها من جانب، وأنقرة والفصائل الموالية لها، وتحذيرات أمريكية من خطورة شراء تركيا أنظمة الدفاع الروسية إس-400، في محاولة للتأثير على الشراكة بين الطرفين وإعادة أردوغان لحظيرة الناتو.
ويسعى أردوغان إلى استغلال المعاناة الإنسانية للاجئين كورقة سياسية لتقوية موقفه في إدلب بعد مقتل 36 عسكريًا تركيا هناك الخميس قبل الماضي، بحيث تنسحب قوات النظام السوري إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية، مع تهدئة الأوضاع في إدلب، بينما لا يوجد مؤشر على أن روسيا ستقدم تنازلات كبيرة لتركيا قد تلحق الضرر باستراتيجيتها في سوريا، فيما تبدو الحلول الوسط متمثلة في إزالة نقاط مراقبة تركية ودوريات مشتركة على طريق m5 مع بحث انسحاب قوات النظام السوري من سراقب، وهي نقاط لا تلبي مطالب أردوغان ولا تشكل تنازلات حقيقية لبوتين.
وقال الرئيس الروسي في مستهل لقائه بنظيره التركي، إن “الأوضاع في إدلب توترت إلى درجة تتطلب حديثا مباشرا بيننا”، وأكد على ضرورة تجاوز هذا التوتر والعمل على عدم تكراره.
في حين، أشار تحليل لبيانات الرحلات الجوية ومراقبة الملاحة في مضيق البوسفور أن روسيا بدأت في زيادة الشحنات البحرية والجوية إلى سوريا في 28 فبراير أي بعد يوم من مقتل 34 جنديا تركيا في ضربة جوية بسوريا، كما أظهر أنها أرسلت 5 سفن حربية باتجاه سوريا خلال 6 أيام، الأمر الذي يتجاوز الحد المعتاد وهو إرسال سفينة حربية واحدة أو اثنتين أسبوعيًا.
ومقابل التحرك الروسي اللافت قبيل ساعات من القمة، هناك رغبة تركية في أن تفضي محادثات العاصمة الروسية إلى نتائج سريعة، ملموسة لوقف إطلاق النار في إطار اتفاق سوتشي.
وبين الفعل الروسي والرغبة التركية، تأتي محاولة إفشال اللقاء، من قبل إيران وميليشيات “حزب الله” كما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، معللاً الأمر بفرض قمة موسكو لانسحاب إيران وميليشياتها من جنوب حلب. ووفق المرصد فإن إيران وميليشياتها يعملون على استفزاز الجانب التركي.