الدولية

“الرباعية العربية”: إيران خطر على المنطقة ولا بد من ردعها

القاهرة – محمد عمر

أدانت اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران وسُبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، مواصلة دعم إيران للأعمال الإرهابية والتخريبية في الدول العربية، بما في ذلك استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع مـن داخـل الأراضـي اليمنية على المملكة بما في ذلك الأماكن المقدسة، الذي يشكل خرقاً سـافراً لقرار مجلس الأمن رقم (2216) لعام 2015 الذي ينص على ضرورة الامتنـاع عـن تـسليح الميليشيات، مؤكدة على دعمها للإجراءات التي تتخذها المملكة والبحرين من أجل التصدي لهذه الأعمال العدوانية حماية لأمنها واستقرارها.

جاء ذلك في ختام اجتماعها على مستوى وزراء الخارجية أمس (الأربعاء) في بالقاهرة على هامش اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية (153) المنعقد بالقاهرة، إذ رأس وفد المملكة في الاجتماع وزير الدولة لشؤون الدول الأفريقية أحمد بن عبد العزيز قطان.

ونددت اللجنة الوزارية بالأعمال التي قامت بها ميلشيات الحوثي الإرهابية المدعومـة مـن إيران المتمثلة في الهجوم بالطائرات المسيرة على محطتين لضخ النفط داخل المملكة العربية السعودية، كما أدانت الأعمال التخريبية التي طالت السفن التجارية في المياه الإقليمية لدولـة الإمارات العربية المتحدة، وفي بحر عمان.

واستنكرت اللجنة ما يصدر عن الأمين العام لحزب االله الإرهابي من إساءات مرفوضـة للمملكة والإمارات والبحـرين واليمن، الأمر الذي يشكل تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية يقصد به إثارة الفتنة والحض على الكراهية، ويعدّ امتداداً للدور الخطير الذي يقوم به هذا الحزب الذي يعد أحـد أذرع إيـران والمزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، مشددةً على أن هذا الحزب يشكل مصدراً رئيساً للتـوتر مما يستوجب ضرورة ردعه والتصدي له ولمن يدعمه.

وأدانت اللجنة الوزارية بأشد العبارات الهجمات الإرهابية على منشآت شركة أرامكو النفطيـة السعودية باستخدام أسلحة إيرانية الصنع، استهدفت كلاً مـن موقـع “بقيق”، وحقل “خريص”، عادّة أن هذه الهجمات شكّلت تصعيداً خطيراً ومساساً بـالأمن القومي العربي والأمن العالمي.

وجددت اللجنة دعمهما الكامل للمملكة، وتأييدها لكل الإجراءات التي تتخذها المملكة من أجل تأمين أراضيها في مواجهة العدوان على منشآتها النفطية، كما أدانت اللجنة الوزارية استمرار إيران في تطوير برنامجها للصواريخ الباليـستية وتزويـد الحوثيين بها، وأدانت إطلاق الصواريخ إيرانية الصنع التي استهدفت من خلال ميليـشيا الحوثي الإرهابية المملكة، بما في ذلك إطلاق أكثـر مـن 250 صـاروخاً باليستياً على عدد من المدن السعودية. ورحّبت اللجنة بقرارات عدد من الدول بتصنيف ما يسمى بسرايا الأشتر الإرهابية في مملكة البحرين – التي تتخذ من إيران مقراً لها – كمنظمة إرهابية، وعدد من أعضائها على قائمة الإرهاب، منددة اللجنة باستمرار التدخل الإيراني والتركي في الأزمة السورية.

وشددت اللجنة الوزارية على أهمية الوقوف بكل حزم وقوة ضد أي محاولات إيرانية لتهديد أمن الطاقة وحرية وسلامة المنشآت البحرية في الخليج العربي والممرات البحرية الأخرى، سواء قامـت به إيران أو أذرعها في المنطقة، الأمر الذي يشكل تهديداً واضحاً وصريحاً للأمن والسلم في المنطقة والعالم، ويهدد استقرار الاقتصاد العالمي، مشيرة إلى أهمية تكثيف الجهود لتسليط الضوء على ممارسات إيران التي تعرض الأمن والسلم في المنطقة للخطر، ومطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لمواجهة إيـران وأنـشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

من جهته، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى ضرورة إيجاد حلول عربية للمشكلات والأزمات العربية، مؤكداً أن الجامعة العربية تستطيع القيام بأدوار مفيدة ومقبولة من أجل الوصول للتسويات اللازمة لإنهاء هذه الأزمات.

وحذّر أبو الغيط في كلمته أمام اجتماع الدورة 153 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، من أن القوى الخارجية لعبت دوراً سلبياً فاقم من النزاعات في سوريا واليمن وليبيا، وأدى إلى إطالة أمدها وفتح جبهات إضافية فيها حيث زرعت هذه القوى جرثومة الميليشيات التي تُحارب بالوكالة وتتبنى أجندات غير متسقة، بل حتى معادية للدولة الوطنية من حيث المبدأ. وقال: “لقد آن لهذه القوى أن ترفع أيديها عن الأراضي العربية”،

مبيناً أنه في نهاية المطاف لن تستطيع هذه القوى غير العربية أن تحفر لنفسها وجوداً دائماً على الأراضي العربية وكل مشروعاتها ومخططاتها إلى زوال، طال الوقت أم قصر”. وأضاف أن الحلول العسكرية لن تحسم هذه النزاعات، ولا يوجد رابح في الحروب الأهلية، فالخاسر مهزوم، والمنتصر مهزوم”، مشيرًا إلى أنه آن الأوان أن تسكت المدافع، فالخطوة الأولى نحو حلول سياسية هي وقف شامل وفوري لإطلاق النار على جميع الجبهات العربية المشتعلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *