أحياناً قد تكون الخيارات الفنية المتأخرة طوق نجاة لكثير من خيارات سابقة، كادت أن تخسف بتاريخ منظومة رياضية، وتلقي بها في غيابة ” الجب”؛ لتحتاج أعواما وأعواما حتى تعود مرة أخرى لترى النور وتستعيد الأمجاد. وهنا نتحدث عن الخيار الاتحادي في عودة الخبير البرازيلي ” فابيو كاريلي”.
فبعيداً عن نتائج الاتحاد في الجولتين الماضيتين والمستوى الكبير الذي قدمه والذي قد يغري محبيه ويجعلهم يعتقدون أنهم استعادوا بعضاً من بريق الماضي؛ لأنه من غير المنطق الحكم على عمل مدرب من خلال جولتين؛ سواء بالسلب أو الإيجاب وإن كان في بعض الأحيان تتضح بعض ملامح التغير وخصوصا من النواحي المعنوية والنفسية وأحياناً قليلة جداً في خيارات العناصر الأدائية وتحركاتها وانضباطها التكتيكي .
إلا أن … خيار عودة ” كاريلي ” للمنافسة المحلية من بوابة الاتحاد مرة أخرى بعد تجربة سابقة مع فرسان مكة الموسم الماضي أعتقد أنها ناجحة بكل المقاييس، يعتبر خيارا استراتيجيا مهما سوف يساهم بشكل كبير في بناء فريق الاتحاد وعودته إلى واجهة المنافسة ولكن ليس الآن وإنما لمواسم المقبلة، فالعودة بشكل عام ستثري دورينا بشكل كبير من الناحية الفنية والتنافسية.
ولكن يجب علينا الوضع بالاعتبار أن ” علة ” الاتحاد ليست فقط فنية فهناك جوانب أخرى يجب أن يتم تهيئتها حتى يكون معيار النجاح حقيقيا وفي المنحني التصاعدي. ومنها ضبط الأمور الادارية داخل المنظومة الاتحادية وتحديد المهام وعدم التداخل فيها، وتهيئة البيئة المناسبة للعمل وخصوصا من الناحية الانضباطية ، وايضاً ترك الحرية المطلقة له في خياراته الفنية فهو من المدربين الحريصين على نجاح عمله. كما أن التعايش مع وضع الاتحاد الحالي وعدم رفع سقف الطموحات مع النتائج الايجابية سيساهم وبشكل كبير في العودة الفعلية المبنية على قاعدة صلبة وليست قاعدة هشة مثل التي بدأ فيها الاتحاد موسمه الحالي أو موسمه السابقة . خلاف أن جودة اللاعبين تغيرت واختلفت فالاتحاد الحالي ليس اتحاد” محمد نور ” ورفاقه في تلك الفترة الذهبية ، فعليه يحتاج كاريلي لعمل كبير حتى يعود الفريق إلى سابق أمجاده وأن يكون الحكم المنطقي والعقلاني في نهاية الموسم المقبل .
بقعة ضوء ..
لا شك أن المستويات التي يقدمها فرسان مكة هذا الموسم تبعث الأمل داخل نفوس جماهيرهم وتنبئي بمستقبل ” زاهر” يحالفه ” التوفيق ” بتحقيق الطموحات.. ولكن حتى يتحقق الهدف لابد من ” وحدة ” الصف ودعم العمل المقدم وعدم الوقوف عند العثرات فالفوز والخسارة أمر وارد والفرق معرضة لفترات سلبية تفقد من خلالها نقاطا سهلة، فهنا يجب دعم الفريق حتى يتجاوز هذه الفترة والعودة للمسار الصحيح وتحقيق النتائج الإيجابية .
@atif_alahmadi