البلاد – رضا سلامة
فاح فساد تركيا وملأ الآفاق، وعرف المجتمع الدولي إرهاب أردوغان وحزبه الحاكم، وتعذيبهم لمعارضيهم، وانتهاك حقوق الإنسان، مستخدمين سفاراتهم في الدول الأخرى “أوكاراً” للتجسس، بعد أن استغلت حكومة أنقرة المساجد لذات الغرض في وقت سابق، ليجئ اعتراف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، دليلاً بائناً على تحويل سفارات بلاده وقنصلياتها بدول العالم لمراكز تجسس على معارضي الرئيس أردوغان.
وقال أوغلو، وفقاً لموقع “نورديك مونيتور” السويدي، منتصف فبراير الماضي، إن أنشطة التجسس وجمع المعلومات الاستخباراتية هو واجب الدبلوماسيين”، معترفاً رسمياً بأن البعثات الدبلوماسية والقنصلية التركية في جميع أنحاء العالم تقوم بعمليات تجسس “ممنهجة” على منتقدي أردوغان وجمع معلومات عن الأتراك الموجودين خارج بلدهم.
وبحسب الموقع السويدي، فإن حكومة أردوغان أرسلت عقب محاولة الانقلاب المزعوم عام 2016 ضباط استخبارات جددا إلى البعثات الدبلوماسية بالخارج، كما عينت وزارة الداخلية التركية مستشارين لها بالسفارات التركية في 71 دولة منذ فبراير 2018.
وتنتهك البعثات الدبلوماسية التركية بصورة لا تدع مجالا للشك القوانين المحلية للدول المضيفة ومبادئ القانون الدولي بجمع المعلومات والقيام بعمليات استخباراتية شاملة.
من جهة ثانية، حذر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، نظيريه الروسي والتركي خلال اتصالين هاتفين منفصلين أمس من الكارثة الإنسانية الجارية والناجمة عن هجوم سوريا وحلفائها في محافظة إدلب، مشدداً على ضرورة الوقف الفوري للعمليات القتالية، داعياً روسيا وتركيا إلى التوصل إلى وقف دائم.
وواصل أردغان أمس عدوانه على إدلب، بينما رد النظام السوري بإغلاق المجال الجوي فوق إدلب، وبتأكيد استهداف أي اختراق للحظر الجوي والرد على أي اعتداء تركي، مع الإشارة إلى إسقاط 3 مسيرات تركية فوق سراقب، نافياً إسقاط طائرتين من قبل المعارضة أو القوات التركية.
واستهدفت القوات التركية، أمس، مقر القيادة الروسية في ريف منبج بشمال سوريا، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، كما قصفت القوات مناطق في العريمة والخالدية والكاوكلي واليالني وجب الحمرا الخاضعة لسيطرة مجلس منبج العسكري وقوات النظام بريف منبج الغربي، ومبنى قيادة القوات الروسية ومقر لقوى الأمن الداخلي، بينما هاجم مواطنون أتراك، سوريين مقيمين في اسطنبول داخل منازلهم ومحلاتهم التجارية بعد الضربات الموجعة التي تلقاها النظام التركي.
ووفقًا لسياسته في اللعب على كل الحبال وخلط الأوراق، واصل أردوغان لليوم الثالث على التوالي، الأحد، فتح الحدود التركية أمام اللاجئين على باتجاه الحدود الأوروبية، وتحولت المعابر الحدودية البرية بين تركيا واليونان إلى ساحات اشتباكات بين اللاجئين الذين سمحت تركيا لهم بالعبور، وحرس الحدود اليوناني الذي يحاول منعهم من الدخول لأوروبا بشكل غير شرعي، وأطلقت الشرطة اليونانية الغاز المسيل للدموع لإبعاد مئات المهاجرين الذين ورشقوها بالحجارة، في ظل اتهامات أثينا لأنقرة بإرسال المهاجرين إلى الحدود في “هجوم منظم”، مؤكدة أنها مصرة على إبعادهم، إذ صدت أمس ما يقارب 10 آلاف مهاجر.
وأعلنت الوكالة الأوروبية لمراقبة وحماية الحدود الخارجية “فرونتكس”، أمس، رفع مستوى التأهب إلى “الأقصى” عند الحدود اليونانية التركية التي يسعى آلاف المهاجرين لعبورها باتجاه أوروبا.
وقالت متحدثة باسم الوكالة في بيان صدر في بروكسل، “رفعنا مستوى التأهب إلى الأقصى عند كل الحدود المشتركة مع تركية”، وأضافت “تلقينا طلب دعم إضافي من جانب اليونان، اتخذنا إجراءات لإعادة نشر معدات تقنية والمزيد من عناصرنا هناك”. وأوضحت الوكالة أنها تتابع من كثب الوضع على الحدود بين تركيا وكل من اليونان وبلغاريا، وقالت “ننظر في سبل أخرى لدعم الدول الأوروبية ذات الحدود مع تركيا”.
وفي إطار تحليلها لمقتل الجنود الأتراك بمدينة إدلب ليلة الخميس الماضي، قالت مجلة “واشنطن إكزامينر” الأمريكية الأسبوعية: “إذا كان هناك مذنبًا فهو الرئيس رجب أردوغان، فقد قضى السنوات الثلاث الأخيرة في تملق بوتين”، وفقًا لتعبيرها. وأكدت المجلة في تقريرها التحليلي الذي حمل عنوان: “تركيا تستعد للصراع مع روسيا في سوريا”، أن مراهنة الرئيس التركي على عقد شراكة استراتيجية مع بوتين حلم ووهم لا يمكن تحققه.