البلاد ـ عبد الهادي المالكي
بدأ العد التنازلي لإسدال الستار على فعاليات شتاء طنطورة في نسخته الثانية، حيث سيتم إغلاق الباب على الأنشطة في 7 مارس القادم، وسط حضور آلاف الزوار من الداخل والخارج لمشاهدة عظمة التاريخ، وكشفت المدينة معالمها الثرية بالتاريخ، وثمة روائع طبيعية فريدة في شكلها وتنوعها، خصوصا وإن الهيئة الملكية للعلا سعت لتجسيد قيم التنوع وإبرازها من خلال المهرجان العالمي “شتاء طنطورة” الذي يسلط الضوء على الفنون والثقافة والتاريخ والتراث في محافظة العلا.
كما مكنت عبر فعالياتها السياح والزوار من مختلف دول العالم الاستمتاع بالعروض الفنية والثقافة والمغامرات.
ودعمت ذلك الخطوات التي انتهجتها المملكة مؤخرا لدعم السياحة واستقبال السياح عالمياً منها إطلاق التأشيرة السياحية الإلكترونية، فيما أتاحت خدمة الحجز وتحديد مدة الرحلة السياحية. وعلى امتداد مساحة العلاء اكتسبت تميزاً نوعياً في انتشار الآثار والمواقع التاريخية والبساتين والقرى الأثرية، وتوزعت وفق مخطط هندسي طبيعي أذهل من يزورها برغم حداثة برنامج العمل السياحي الذي تقوده الهيئة الملكية للعلا.
كما استطاعت المملكة أن تكشف عن كنوز العلا للزوار والسياح عبر برامج تسويقية مختلفة عززت من حضوره على مختلف الأصعدة شملت بذلك المؤتمرات والملتقيات والمنتديات العالمية لتصبح العلاء اليوم أحد أهم الوجهات العالمية المسجلة بمنظمة اليونسكو. ولم يقف الأمر عند الجانب التاريخي لعاصمة الأنباط الثانية قديماً، بل باتت تسجل رقماً قياسياً في حماية معالمها البيئية وتطويرها عبر مبادرة حماية النمور العربية، التي أطلقتها الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ومشاريع عدة، تعمل على دعم الحفاظ على هذه الأنواع المهددة بالانقراض، بما في ذلك برنامج مكثف للتربية وإعادة الإكثار، إضافة إلى إنشاء الصندوق العالمي لحماية النمر العربي كمنصة فعالة للعديد من المبادرات المستقبلية. وعملت الهيئة الملكية لمحافظة العلاء منذ تأسيسها على دراسة شاملة لتأهيل وتطوير منطقة العلا وآثارها بما يحقق للسائح والزائر أرقى الخدمات إلى جانب الحفاظ على ما تكتنزه المدينة من جمال في الطبيعة وبدون أي تغيير يمكن أن يؤثر على الطبيعة.