جدة – ليلى باعطية
يتسارع إيقاع الحياة بوتيرة مغايرة وأصبحت مسألة جودة الحياة من صميم أفراد المجتمع بالمملكة واتساقا مع ذلك وضعت سارة العيسى بصمتها في هذا الجانب وأصبحت من اوائل المنظمين المحترفين لتحسين جودة الحياة في البيوت وأماكن العمل في المملكة ، حيث تقوم باعتماد استراتيجيات مختلفة لنشر الراحة خلال الحياة اليومية وتحقيق حياةٍ أفضل من خلال تنظيم المقتنيات والتخفيف منها، خصوصا وأن برنامج جودة الحياة يتمثل في تحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم افراده بأسلوب حياة متوازن، وذلك من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تعزز مشاركة المواطن والمقيم في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية التي تساهم في تعزيز جودة حياة الفرد والأسرة، كما سيسهم تحقيق أهداف البرنامج في وتوليد العديد من الوظائف، وتنويع النشاط الاقتصادي مما يسهم في تعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب افضل المدن العالمية.
“البلاد” التقت بالعيسى لمعرفة أبرز المراحل التي يقوم عليها مشروعها، والوقوف على أبرز المشاكل التي تعاني منها الأسر السعودية تجاه الترتيب والتنظيم وكيفية معالجتها، بالإضافة إلى آخر إنجازاتها، فضلا عن توصياتها لرواد الاعمال الشباب للانطلاق وتحقيق طموحاتهم.
من خلال تجربتك في آليات جودة الحياة ما هي أبرز الصعوبات التي يواجهها رواد الأعمال الشباب واصحاب المشاريع في السعودية وكيف يتم التغلب عليها؟
– قد يعاني بعض من رواد الاعمال الشباب والشابات من عدم الوضوح وحسن إدارة التوقعات عند تخطيطهم المبدئي في المراحل التي تسبق إطلاق المشاريع وكذلك التحلي بالصبر خلال الدورة الحياتية للمشاريع وإيجاد حلول مبتكرة للمصاعب والمفاجآت التي قد تطرأ خارج ما هو متوقع في خطط الاعمال الأصلية فالمرونة واستخلاص الحلول أساسيات لريادة الأعمال في عصرنا الحاضر.
انطلقت في العمل منذ 2014 .. ما هي أبرز المشاكل التي تعاني منها السيدات السعوديات في الترتيب والتنظيم ؟
– المشاكل في الترتيب والتنظيم متعددة ومتشعبة لا مجال لحصرها في هذا المقام، لكن تبدو السمة العامة في انعدام الأولويات عند الاقتناء وشح التوازن عند التخفيف إضافة الى الكثير من العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية الأخرى.
ومن المفاهيم الخاطئة المنتشرة أنه بالإمكان حل مشاكل التكدس في البيوت يكمن في إعادة ترتيب غرفة واحدة معينة بالمنزل بينما يعتقد البعض الآخر ان الحل هو في التخلص من أكثر الأغراض تكدسا سواء كانت كتبا أو ملابس أو نحو ذلك فيبقى الافتقار للشمولية أو الكلية عند النظر الى عملية إعادة الترتيب أو التخفيف من التكدس هي السمة الشائعة بين معظم السيدات والرجال على حد سواء.
ما هي الخدمات التي تقومون بتقديمها لربات البيوت بشكل عام؟
– تتراوح بين الاستشارات الهاتفية والاستشارات المنزلية وترتيب المنزل سواءً كانت غرفة أو أكثر وهي الأكثر شعبية.
الى أي مدى يساعد مشروعك في تنظيم حياة المرأة السعودية؟
– لدي طرق مبتكرة ومتنوعة ومصممة خصيصا لتلائم احتياجات قد تختلف من أسرة إلى أخرى لذلك فهو يلامس متطلبات كثيرة في تنظيم حياة المرأة السعودية. فسواء كانت تعاني من فرط التكدس أو إعادة ضبط أولويات الاقتناء أو الانتقال الى منزل جديد أصغر أو أكبر حجما من سابقه أو كان لها احتياج في حسن استغلال المساحات المتاحة بالشكل الأمثل أو الكثير غيرها من المعضلات والاحتياجات فستجد لدينا خطة عمل وحلولا مصممة خصيصا لتفي بالمطلوب وأكثر.
حدثينا عن المراحل التي تقومين باعتمادها عند تقديم الخدمات؟ وما هي أهم مرحلة؟
– تتركز المرحلة الأولى في تلخيص الأسر من وجهة نظرهم ثم تليها دراستنا للوضع على أرض الواقع للخروج بخطة عمل قابلة للتنفيذ ويعقب ذلك اقتناع اعتماد التنفيذ. لكن يبقى أهم مرحلة هو استغلال التجربة لرفع مستوى وعي العميل وتوسيع نطاق نظرتهم لذا نفضل عدم النظر للخدمات المقدمة على أنها حلول أنية قصيرة المدى لمشكلة غرفة معينة أو قسم بالمنزل ولكن إعادة صياغة نظرة الأسرة للترتيب وتخفيف التكدس وإعادة تفنيد الأولويات كأسلوب حياة مستمر وليس كحلول مرحلية مؤقتة.
هل تتعاملين مع النساء العاملات فقط ؟
– قد يبدو الأمر كذلك بسبب أن الغالبية العظمى من اللاتي اتعامل معهن هن من النساء العاملات، ولكن تدخل أيضا ضمن هذه السيناريوهات المتنوعة والمصممة بعناية وعلى أسس مدروسة جميع احتياجات الأفراد والأسر والمنشآت على حد سواء.
كيف تجدين اقبال الأسر على آليات جودة الحياة ؟
– رد فعل الناس واقبالهم تعدى توقعاتنا اذ أبدت الكثير من الأسر تعطشا واضحا لهذا النوع من الخدمات والتي عكست مدى وعي أفراد هذا المجتمع ومواكبته لكل ما يضيف قيمة معنوية واقتصادية ويحسن محيطهم الأسري والمنزلي وبيئتهم المعيشية بشكل عام. وما مشاريع جودة الحياة التي تقوم بها الدولة والتي تُعنى بتحسين جودة ونمط الحياة لدى المواطنين ضمن خطة ٢٠٣٠ فنحن نعتقد أن جودة الحياة تبدأ من داخل المنزل ونساعد افراد الاسرة على تحسين نمط حياتهم داخل المنزل حتى يستطيعوا الاستمتاع بنمط الحياة وجودة الحياة خارج المنزل
ما هو دور السوشيال ميديا في إبراز وانتشار مثل هذه الخدمات ؟
– لوسائل التواصل الاجتماعي دور هام لا يمكن إغفاله في مسيرة هذه الأعمال ليس فقط من النواحي التقليدية والمرتبطة بالتسويق والترويج والانتشار ولكن في خلق تجربة تفاعلية مبتكرة تبقينا على تواصل دائم مع عملائنا، والأسر التي استفادت من خططنا لاطلاعهم على كل ما هو جديد ومفيد في هذا المجال.
ما هي طموحاتك المستقبلية ؟
– أقوم الان بمساعدة الناس على تنظيم منازلهم من خلال الحلول المبتكرة ونطمح ان نساعد الاسرة السعودية مستقبلًا على تنظيم حياتهم بشكل عام وليس فقط تنظيم المنازل من خلال برامج جديدة نقوم بتطويرها حاليًا لمساعدتهم على تنظيم اوقاتهم وتنظيم طرق معيشتهم وشراء مستلزماتهم اليومية.