البلاد – رضا سلامة
تبادلت قوات النظام السوري والجيش التركي القصف المكثف على محور النيرب شرق إدلب، واستقدمت أنقرة تعزيزات عسكرية جديدة إلى مواقعها في إدلب، أمس السبت، تتألف من نحو 80 آلية عسكرية، وشنت طائرات النظام والروس الحربية غارات على المنطقة تمهيدًا لعملية عسكرية مرتقبة للتقدم باتجاه طريق حلب – اللاذقية، ما يشير لاستمرار التصعيد الذي قد ينزلق إلى مواجهة تركية روسية.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تجدد القصف الصاروخي من قبل القوات التركية المتمركزة عند الحدود السورية مع لواء أسكندرون على مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري، بينما تواصل القصف الجوي لطائرات النظام والروس الحربية على محافظة إدلب، طالت مناطق في كفرنبل والبارة واحسم وبينين والفطيرة وابيين والفطيرة وسرجة وجوزف وأماكن أخرى بجبل الزاوية في القطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، واستقدمت أنقرة تعزيزات عسكرية جديدة ليرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت منطقة “خفض التصعيد” منذ 2 فبراير الجاري إلى أكثر من 2690 شاحنة وآلية عسكرية، وبلغ عدد الجنود الأتراك المنتشرين في إدلب وحلب خلال تلك الفترة أكثر 7400 جندي.
ومنذ بداية ديسمبر الماضي تعيش إدلب على وقع الهجمات اليومية والتصعيد المستمر بين قوات النظام السوري المدعوم من روسيا، والفصائل الموالية لأنقرة، واحتدم التوتر خلال الأسابيع الماضية مع تدخل تركيا بشكل مباشر وقصف قواتها للنظام في عدد من البلدات في المحافظة، وانسحب هذا التصعيد على العلاقة بين الروس والأتراك أيضًا، مع فشل المفاوضات بين الطرفين في التوصل إلى حل أو تهدئة، رغم جولات التفاوض المتتالية.
ورغم كل التصريحات والتلميحات من مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا وأطراف دولية وإقليمية عديدة عن الدور المُخرب لتركيا في ليبيا، عبر دعم حكومة الوقاق ومليشياتها بالسلاح والمرتزقة، وبعضهم ينتمي لتنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، واصل أردوغان صب مزيد من الزيت على النار بتصريحات مستفزة، السبت، حيث قال إن بلاده لن تحاور قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، لأنه ليس له وضع شرعي أو قانوني بحسب توصيفه، وأضاف أن أنقرة ستستمر في عقد لقاءات مع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، غير المعترف به من البرلمان الشرعي، معيدًا التأكيد على أن بلاده تقوم بتدريب قوات حكومة الوفاق.
وفي ليبيا يتعرض أردوغان لخسائر فادحة إذ أعلن الجيش الليبي سقوط 3 عسكريين أتراك في قصف لقواته على أماكن للمرتزقة في ميناء طرابلس، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة إن شروط قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر لتثبيت وقف النار، ومنها انسحاب “مرتزقة تركيا ووقف تسليح الميليشيات في طرابلس”، شروط معقولة، في إقرار لتورط أردوغان في إرسال المرتزقة دعمًا لحكومة الوفاق ومليشياتها، ضد الجيش الوطني الساعي لتحرير العاصمة طرابلس وعموم البلاد من فوضى المليشيات والسلاح.