الدمام- حاورها: حمود الزهراني
إحساس الأم بأبنائها لايخيب.. هذا مالمسته (البلاد) في لقائها مع والدة الشاب موسى الخنيزي، الذي اختطف من المستشفى وهو رضيع ولم يعثر له على أثر.. لتبادرنا بقولها:” 20 عاماً منذ اختطافه وإحساسي لم يفارقني بعودته في يوم من الأيام، والحمد لله، جاء اليوم الذي عاد فيه إلى أحضان أسرته لقد كانت البداية المؤلمة في مستشفى الولادة بالدمام، عندما جاء موسى إلى الدنيا وبعد الولادة بثلاث ساعات، جاءتني امرأة، ما زلت أذكر ملامحها جيداً، أخذت مني الطفل بحجة تنظيفه وإعادته واعتبرتها من المسؤولات عن الأطفال في المستشفى، فأعطيتها ولدي وحدث هذا بعد وقت الزيارة، ومن ثم انتظرت لتعيد إلي طفلي ولكنها تأخرت فاجتاحتني الظنون والشكوك خاصة أن الطفل لم يرضع بعد ولادته سوى مرة واحدة، ولحظتها لم أتمالك نفسي عن السؤال؛ حتى علمت أن المسؤولات في المستشفى لا علم لهن بما حدث، وشعرت بالخوف وعلى الفور، قمنا بالإبلاغ عن طريق المستشفى والجهات المعنية لعل وعسى.. ولكن حدث ما حدث 20 عاماً من الغياب، وحسبي الله ونعم الوكيل”.
وأضافت والدة موسى :” طوال هذه الفترة كنت أرى موسى في إخوانه.. أتذكره وأقول: إنه حتماً سيعود ولن يتأخر وكان شعوري أنه بين أشقائه السبعة أراه في عيونهم، وعندما بلغني خبر العثور عليه انتظرت رؤيته بفارغ الصبر، والحمد لله على عودته وكانت الفرحة الكبيرة التي عمت والده وأشقاءه والجيران وكافة الأهل، وبعد رؤيته لم أحس فرقاً بينه وبين أشقائه وشقيقته الوحيدة .
وعن لحظة اللقاء قالت:” عندما وصل إلى المنزل واستقبلناه صدمت بعدما رأيته شاباً كبيراً، ولكن عندما تمعنت فيه أيقنت أنه ولدي الذي أبحث عنه منذ زمن، فأخذته بالأحضان .. واليوم نفرح ونحتفل بعودته إلى بيت أسرته، ومن الخطوات المهمة القادمة أننا سنبدأ في إصدار الهوية واستخراج بطاقة الأحوال له؛ ليعمل مع أشقائه في تجارة والده، وولدى موسى لم يتلق تعليماً كافياً؛ لذا سنقوم بتعليمه، والأهم أنه سيباشر العمل مع والده وينخرط في التجارة وعندما يستقر سنبحث له عن عروس مناسبة، وإن شاء الله، خلال سنة يدخل القفص الذهبي”.
واستطردت والدة موسى:” الحمدلله، ولدى موسى يؤدي واجباته الدينية على أكمل وجه، وسيكون حاله حال أشقائه، ولن نفرق بينهم والتعامل سيكون سواسية بين الجميع”.
وعن الخطوات القادمة قالت:” رحلتنا القادمة ستكون إلى مصر وبعض الدول والأماكن الأثرية والتراثية؛ لنعوض موسى مافقده من حنان، وما عاناه من حرمان وسنحقق له مايريده ولن نقدم رغباتنا على رغباته، والذي يريده سنحققه له؛ تعويضاً عن حرمانه وسنعامله كطفل، أما حالياً فنحن نستقبل الزوار من المنطقة الشرقية وخارجها للسلام على موسى والتهنئة بعودته، ونتوقع استقبال أكثر من 70 ألف زائر خلال الأيام القادمة، سيتخللها احتفالات بهذه المناسبة الغالية علينا.. أما الخاطفة فيجب محاكمتها ولابد من عقابها بعد أن حرمتني من موسى 20 عاماً، بالإضافة إلى الشباب الذين احتطفتهم .. والحمدلله رب العالمين، الذي أعاد موسى إلى أحضان أسرته وبيته، وكل الشكر لكل من عمل وساهم في هذا العمل الكبير.. حفظ الله الجميع.