البلاد – محمد عمر
حقق القطاع السياحى السعودى قفزة نوعية خلال السنوات الأخيرة برؤية متكاملة شملت وضع القوانين اللازمة لتشجيع الفرص الاستثمارية وهيئة البنية التحتية وفق التطور العالمى ويعد تطوير قطاع السياحة أحد أهم الركائز التي تقوم عليها الرؤية للتغلب على المعوقات، ولتغيير مفهوم السياحة الداخلية التقليدية، وجعلها منافسة للسياحة الخارجية لتحقق صناعة سياحية عالمية تصب في تنمية الاقتصاد الدولي بعيدا عن النفط وفقا لرؤية 2030.
فى البداية قال هشام بنتن عضو لجنة تشجيع الاستثمار بالهيئة الملكية أن المملكة قامت بتبني منظومة شاملة للإعادة هيكلة الإقتصاد السعودى و جعله اقتصاد أكثر تنوعا و يتمتع بالمرونة والبعد التدريجى عن النمط التقليدى للإقتصاد الريعى القائم فى الإساس على إيرادات النفط الخام ، كما يسعى الى الإندماج بصورة أكبر فى الإقتصاد العالمى بمنظورة الجديد.
فرص كبيرة
وبحسب عضو لجنة تشجيع الاستثمار، أسهم القطاع السياحى بنحو 71 مليار دولار في الناتج المحلي خلال العام الماضي، وبدأت المملكة إصدار تأشيرات سياحية فورية لمواطني نحو 50 دولة معظمها أوروبية، بعدما كانت التأشيرات تُمنح لرجال الأعمال والحجاج الآتين إلى مكة والمدينة المنورة مما يعزز من استغلال الفرص الكامنه للقطاع السياحه السعودى ومن المستهدف تحقيقه حتى عام 2020 أن تصل نسبة إسهام هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي بـ3.1 % ووفقا لمنتدى سوق السفر العربي (ATM).
بدوره قال الدكتور أحمد الإمام الخبير الاقتصادى أن المملكة تعمل على رفع مساهمة السياحة في الاقتصاد من 5 إلى 18%.
يتوقع أن يرتفع عدد الوافدين الدوليين إلى المملكة بنسبة 5.6 % سنويا من 17.7 مليونا في عام 2018 إلى 23.3 مليونا في عام 2023، وارتفاع هذا الرقم إلى 30 مليونا وفقا لما تخطط له الرؤية، يوجد أكثر من 6300 موقع تراثي وثقافي في البلاد.
ونوه ” الامام” ووفقا لاستراتيجية السياحة في السعودية، تهدف البلاد أيضا إلى الوصول لـ1.6 مليون وظيفة في القطاع السياحي، كما تهدف إلى أن تحل ضمن ال5 دول الأكثر استقبالا للسياح حول العالم بحلول العام 2030.
بلغت عدد الوظائف المباشرة للقطاع السياحة عام 2018، 552,556، وقد خصصت المملكة مبلغ 64 مليار دولار، للاستثمار في قطاع الثقافة والترفيه على مدار العقد المقبل ومن المتوقع أن تكتمل المرحلة الأولى من “مشروع البحر الأحمر” الذي سيساهم في نمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنحو 5.86 مليار دولار أمريكي (22 مليار ريال).
قفزة غير مسبوقة
من جهته قال الدكتور حسام الغايش الخبير الاقتصادى أن قطاع السياحة السعودي قفز قفزة غير مسبوقة إلى الأمام، باعتبارها أحد الركائز الرئيسية التي تدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة.
ويساهم القطاع الواعد في ثلاثة أهداف رئيسية تم تحديدها في رؤية المملكة 2030، وهي تحسين نوعية الحياة، وتنويع مصادر الدخل، وخلق فرص عمل للشباب السعودي.
وأضاف “الغايش” ونظرًا لأن المملكة تطمح إلى أن تكون من بين الدول الرائدة في العالم في قطاع السياحة والترفيه، فإنها تواصل تطوير سلسلة من المشاريع السياحية الكبرى وتشجيع الاستثمارات في بنيتها التحتية.
تشمل القطاعات الرئيسية المشاركة في عملية التحول قطاع الضيافة ، حيث تقوم المملكة بتطوير وزيادة قدراتها إلى إنشاء المناطق السكنية والفنادق ومرافق الخدمات التي تلبي الاحتياجات المختلفة للزوار من جميع أنحاء العالم.
العلا مستقبل السياحة
خصصت رؤية 2030، (64) مليار دولار للاستثمار في مشاريع الثقافة والترفيه لاستقطاب حوالي 30 مليار دولار ينفقها السعوديون كل عام على السياحة والترفيه خارج البلاد، وقد تجاوز عدد الرحلات السياحية المحلية داخل المملكة 47 مليون رحلة.
وفي إطار استراتيجية التنمية السياحية لتطوير العلا، يتواصل التعاون المُشترك بين المملكة وفرنسا لتطوير العلا لتُصبح مركزًا للثقافة والتراث والطبيعة والسياحة والتعليم وحماية وحفظ التراث والآثار، واستضافت باريس المعرض المنتقل الأول عن حضارات العلا في ربيع عام 2019.
وأطلقت الهيئة الملكيَّة لمحافظة العلا برنامجًا لابتعاث طلاب وطالبات المحافظة للدراسة في جامعات ومعاهد عالميَّة، ضمن برنامج تنموي يهدف إلى تطوير الكفاءات والكوادر الوطنيَّة لأبناء وبنات محافظة العلا، لغرض المشاركة في حركة التنمية المستقبليَّة بها، في مجالات السياحة والضيافة والتقنيات الزراعية وعلم الآثار والتاريخ وغيرها من التخصُّصات الأخرى التي تخدم جهود تنمية وتطوير المحافظة.