فشل جديد يضاف إلى سجل إيران الحافل، عقب إعلانها عدم تمكنها من إرسال قمر اصطناعي للمراقبة العلمية إلى مداره بعد إطلاقه من قاعدة الخميني الفضائية في محافظة سمنان الإيرانية، التي تبعد 230 كيلومترا جنوب شرق العاصمة الإيرانية طهران.
وجاء فشل إيران في عملية الإطلاق ، بعد إطلاق صاروخين فاشلين لصاروخي «بايام» و«دوستي» العام الماضي، بالإضافة إلى انفجار صاروخ على منصة إطلاق في أغسطس ، حيث لقي اهتماما كبيرا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي نشر صورة على صفحته في تويتر لما يبدو أنها صورة سرية التقطت بالأقمار الصناعية لفشل عملية الإطلاق.
وليس جديداً على دولة شغلها الشاغل، هو التدخل العسكري ودعم المنظمات الإرهابية في سوريا واليمن ولبنان والعراق وتنفق مئات الملايين من الدولارات على ميلشيا الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان أن تفشل مراراً وتكراراً في إطلاق قمر اصطناعي، فنظام الملالي لا يجيد سوى التخريب والدمار وتشريد الشعوب، أما العلم والأبحاث التي تفيد البشرية فلا يعرف لها سبيلا.
وعلى الصعيد الداخلي، تنشغل إيران في وأد المظاهرات التي خرجت منذ أكثر من 3 شهور للمطالبة بالحرية ورحيل نظام الملالي الذى ملأ إيران فساداً، وهو ما قابلته السلطات بالقمع والتنكيل والإبعاد والاعتقال للمعارضين والإفراط في استخدام القوة ضد المتظاهرين لتغرق ساحات المدن الإيرانية بدماء الضحايا.
فشل إيران في إطلاق قمر اصطناعي يدفعنا لطرح تساؤل منطقي كيف لمثل هذه الدولة أن تمتلك أسلحة نووية تهدد بها أمن واستقرار العالم؟، بل وتحاول من وقت لآخر إجراء تجارب نووية ،وهو ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية للانسحاب من الاتفاق النووي، بل وإعلان فرض عقوبات جديدة على طهران لإقصائها عن هدفها المشبوه.
«الخيبة الإيرانية» ظهرت جلياً عندما ردت على مقتل قائد فيلق القدس الإرهابي قاسم سليمانى وإطلاقها صواريخ عشوائية على أحد القواعد الأمريكية في بغداد، لتصيب صواريخها الطائشة طائرة ركاب مدنية أوكرانية، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب، حيث لم تستطع تلك الدولة التي تتباهى بقوتها العسكرية الزائفة في التفريق بين الأهداف الصديقة والأهداف المعادية لربما كانت أجهزة الرصد معطلة أو أصابها العطب.
لكن المؤكد أن النظام الإيراني فضح نفسه بنفسه، ووضح حجمه الطبيعي أمام العالم بل أمام الإيرانيين أنفسهم، ليكون نظاما أقل ما يوصف بأنه «ضجيج بلا طحين»
• مستشار بمركز الاعلام والدراسات العربية الروسية “CIARS “