أنقرة – وكالات
لاتزال تركيا تتخبط في أزماتها الاقتصادية مع استمرار تدهور علاقاتها الخارجية، وانتقد أحمد داود أوغلو، زعيم حزب “المستقبل” التركي المعارض، رئيس الوزراء الأسبق، السياسات الاقتصادية التي يتبناها الحزب الحاكم، برئاسة أردوغان، متهمًا النظام بالتلاعب في بيانات معهد الإحصاء الحكومي المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية ، وقال إن الرئيس وحكومته يتلاعبون بالأرقام لإظهار أن الاقتصاد يسير بشكل جيد ، وتابع في تصريحات تلفزيونية لمحطة فضائية خاصة أن “الاقتصاد لن يتحسن في بلد انعدمت فيها الثقة في نظام الحكم”.
وتواصل الليرة هبوطها، مسجلة أدنى مستوى منذ مايو الماضي، وفي حال استمرار تراجع أسعار الليرة عن مستوياتها الحالية خلال الشهر الجاري، أو جزء منه، فإن البلاد على موعد مع رابع ارتفاع على التوالي في أسعار المستهلك (التضخم)، داخل الأسواق المحلية، ما يعني ظهور تأثيرات على مؤشرات سعرية أخرى.
وقفز مؤشر تكلفة المباني في السوق التركية،بفعل استمرار هبوط سعر صرف الليرة التركية مقابل النقد الأجنبي، والذي نتج عنه ارتفاع تكاليف المواد الخام والأجور، موجها أسعار المباني إلى المستهلك النهائي إلى الصعود ، فيما أعلنت شركة طيران تركية خاصة إفلاسها، جرّاء أزمة مالية تمر بها على خلفية الوضع الاقتصادي المتردي الذي تشهده البلاد، كما تتزايد معدلات إفلاس الشركات الصناعية والتجارية على على خلفية انهيار العملة والديون المتراكمة على الشركات.
على الصعيد الدولي تقف قبرص بقوة أمام الأطماع التركية المتزايدة في الثروات الطبيعية للبلاد، خاصة الغاز الطبيعي في مياهها الإقليمية، وسط ضغوطات تمارسها أنقرة لوقف قبرص التنقيب عن الغاز قبالة سواحلها المعترف بها دوليا.
وتتلخص أطماع تركيا في المياه الإقليمية القبرصية، في أن أنقرة تعد مستوردا خالصا لمصادر الطاقة التقليدية (النفط والغاز الطبيعي)، بسبب عدم توفر ثروات طبيعية على أراضيها، وتحاول خفض قيمة وارداتها من الطاقة عبر السيطرة على ثروات قبرص ، وخلال عام 2018 بلغ إجمالي فاتورة استيراد الوقود في تركيا نحو 45 مليار دولار.