بنغازي – البلاد
اندلعت اشتباكات عنيفة في محيط مسجد أبو شعالة بمشروع الهضبة جنوب العاصمة الليبية طرابلس، بعد ساعات من تبني مجلس الأمن قرارًا بوقف إطلاق النار في ليبيا، وأعلن الجيش الوطني الليبي عدم السماح للأمم المتحدة باستخدام مطار “معيتيقة”، لأنه لا يمكن لقواته ضمان سلامة الرحلات إلى المطار، لاستخدام تركيا له كقاعدة عسكرية، كاشفًا مواصلة أنقرة نقل قيادات في القاعدة وداعش إلى طرابلس، لدعم حكومة الوفاق ومليشياتها في مواجهة الجيش الساعي لتحرير العاصمة وعموم البلاد من فوضى الإرهاب والمليشيات والسلاح، ما يؤشر إلى استحالة التهدئة والحل السياسي في ليبيا في ضوء الانتهاكات التركية التي حولت قرار وقف إطلاق النار في ليبيا حبرًا على ورق.
ويطالب قرار مجلس الأمن الذي قدمته بريطانيا لدعم مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا، والذي أيدته جميع دول المجلس، باستثناء روسيا التي امتنعت عن التصويت، كافة الأطراف بوقف دائم لإطلاق النار، في أول فرصة ودون أية شروط مسبقة، وامتثال الأعضاء كافة لقرار المجلس بشأن حظر الأسلحة المفروض منذ عام 2011، والتزام جميع المشاركين في اجتماع برلين بالامتناع عن التدخل بالصراع في ليبيا وشؤونها الداخلية، ومواصلة المفاوضات بين الطرفين الليبيين في إطار اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، كما يدعوا المنظمات الإقليمية، خاصة الجامعة العربية والاتحادين الإفريقي والأوروبي إلى بحث كيفية دعم الأمم المتحدة في مساعيها السياسية، وإمكان الإشراف على وقف إطلاق النار في ليبيا.
وقال المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، إن الجيش لن يسمح للأمم المتحدة باستخدام مطار معيتيقة، المطار الوحيد العامل في العاصمة طرابلس، لأنه لا يمكن لقواته ضمان سلامة الرحلات إلى المطار، نظرًا لأن تركيا تستخدمه كقاعدة عسكرية، كاشفًا أن تركيا تواصل نقل عناصر إرهابية من جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة ومقاتلين من تنظيم داعش الإرهابي إلى العاصمة طرابلس لدعم مليشيات حكومة الوفاق.
وأكد المسماري أن لديهم معلومات بأن تركيا أعدت قائمة بـ 229 إرهابيًا في سوريا لنقلهم إلى ليبيا، مشيرًا إلى أن بعضهم وصل إلى طرابلس، وآخرون يستعدون للقدوم إليها، واستعرض قائمة أبرز وأخطر الإرهابيين الذين وصلوا خلال الفترة الأخيرة إلى العاصمة طرابلس، ومن بينهم: أسامة السيد قاسم (أبو الحارث المصري) المصنف على قوائم الإرهاب لعدد من الدول، وبلال بن يوسف بن محمد الشواشي (أبو يحيا زكريا)، الذي سافر إلى ليبيا عام 2013 ومنها إلى تركيا ليظهر في سوريا، وينضم إلى “داعش” ثم “جبهة النصرة”، وتم التعاقد معه لدعم صفوف قوات حكومة الوفاق، وعبدالله محمد العنزي (أبو محمد الجزرواي)، الذي دخل إلى سوريا قادمًا من تركيا عام 2015 وانضم إلى تنظيم “داعش”، وتم جلبه إلى العاصمة طرابلس للقتال ضمن قوات الوفاق، ويحيى طاهر فرغلي (أبو الفرج الفرغلي)، الذي انضم لحركة “أحرار الشام” التي تتبع تنظيم “القاعدة”، وأسس 9 كتائب إرهابية تتواجد معظمها في ليبيا.