البلاد – رضا سلامة
استجابت العراقيات لنداء الوطن، أمس (الخميس)، وخرجن في تظاهرات حاشدة إلى ساحة التحرير في العاصمة بغداد، للتنديد بفساد الطبقة السياسية والتدخل الإيراني في شؤون البلاد، ورفض حكومة علاوي التي يصفونها بـ”حكومة المليشيات الإيرانية”.
وتوافدت على ساحة التحرير المظاهرات النسائية بينهن طالبات جامعيات حاملات أعلام العراق ولافتات كتب عليها شعارات رافضة لاستمرار علاوي وتدخلات نظام الملالي، وهن يهتفن لتحرير العراق والولاء له دون سواه، ويرفضن الفساد، ويطالبن بحكومة ووزراء مستقلين، فيما أصدر طلاب جامعات وثانويات في محافظة ذي قار، بيانا، منحوا فيه السلطات مهلة تنتهي الاثنين القادم لتنفيذ المطالب، مهددين بأنه في حال لم تنفذ الشروط سيبدأ التصعيد وتجديد الإضراب، كما خرجت تظاهرات مماثلة في عموم محافظات وسط وجنوب العراق، ضمت نساءً ورجالًا من مختلف الشرائح والفئات العمرية والاجتماعية.
بالمقابل، واصل مقتدى الصدر سباحته عكس التيار منتقدا خروج النساء في التظاهرة بجانب الرجال، بينما سبق لأنصاره “أصحاب القبعات الزرقاء” الاعتداء على المتظاهرين الأسبوع الماضي، داخل خيامهم في النجف والحلة وكربلاء، مما خلف مئات القتلى والمصابين بينهم، ما دفع الصدر إلى الإعلان الثلاثاء الماضي عن حلها.
وسياسيًا، رغم تمسك المتظاهرين برفضهم تكليف محمد توفيق علاوي تشكيل الحكومة، معتبرين أنه لا يلبي مطالب الحراك بتشكيل حكومة بعيدة عن الأحزاب السياسية أو المسؤولين السابقين، إلا أن نائبًا عراقيا كشف، أمس، أن الحكومة ستبصر النور خلال أيام.
وقال رئيس كتلة بيارق الخير النيابية، النائب محمد الخالدي، إن رئيس الوزراء المكلف سيعلن عن تشكيلة حكومته رسميًا يوم الأحد القادم، موضحًا أن علاوي سيبلغ رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المستقيل بالتشكيلة الحكومية، وسيطلب من البرلمان عقد جلسة طارئة للتصويت عليها.
وفي الشأن الإيراني أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، أن بلاده تقوم بعمل جيد ضد طهران، مشيراً إلى أن أغلب الأمريكيين أيدوا عملية قتل قاسم سليماني الذي قتل في غارة أمريكية في 3 يناير الماضي بالقرب من مطار بغداد الدولي. وقال في تغريدة على موقع “تويتر”، “نقوم بعمل جيد ضد إيران وليس الوقت مناسباً لأي تراخٍ”. وأضاف “أغلب الأمريكيين يؤيدون عملية قتل سليماني الإرهابي”.
وعلى صعيد ذي صلة بأذرع إيران، أكد “حزب الله” مرة أخرى ارتباطه الوثيق بمنبعه، وصلته بقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ففي مقابلة مطولة مع التلفزيون الرسمي الإيراني كشف حسن نصر الله، عن تغلغل سليماني في مفاصل الأحداث في لبنان والعراق، فضلاً عن سوريا بطبيعة الحال، مؤكداً المعلومات والتقارير التي أفادت سابقاً بزيارة سليماني لبنان ودمشق قبيل اغتياله، كاشفاً مدى الارتباط بين أذرع إيران في المنطقة، والتواصل فيما بينها. وقال نصر الله إن آخر لقاء جمعه مع سليماني امتد ما بين ست إلى سبع ساعات، الأربعاء قبل أن يقتل قائد فيلق القدس فجر الجمعة في بغداد.