جدة ـ عبد الهادي المالكي
رغم التطور الكبير الذي شهدته مدينة العلا السعودية خلال السنوات الأخيرة، فإن تاريخ المدينة وتراث أهلها لا يزال جزءا لا يتجزأ من حاضرها، وهو ما يبدو جليا في “البلدة القديمة”، حيث تروي بيوت الطين و”الطنطورة” قصص مجتمع عاش فيها قبل مئات السنين. في البلدة القديمة تقع أبرز معالم العلا، وهي “الطنطورة”، الساعة الشمسية التي سمي المهرجان الشتوي على اسمها، بسبب الدور الأساسي الذي لعبته في حياة أهل المدينة.
وتعني كلمة “الطنطورة”، الأحجار أو الأشياء المتراصة فوق بعضها البعض، فهي عبارة عن شكل شبه هرمي بني على ارتفاع أعلى من السور الذي وضع عليه، ولذي يؤكد أهالي العلا أنه سور مدرسة قديمة، ليكون بمثابة ساعة شمسية. وكانت الطنطورة تستخدم قديما في غرضين أساسيين، هما تحديد موعد دخول “المربعانية”، وهي وقت زراعة القمح والشعير، وتقسيم مياه العيون (المياه الجوفية) على المزارعين. تقيس الطنطورة موعد دخول المربعانية عند سقوط الظل على الحجر الأول، وهو أمر يحدث مرة في السنة، عندما يتلامس ظل رأس الساعة ويتعامد بشكل كامل مع الحجر الأول، وهذا يحدث في واحد من 3 أيام، هي 21 أو 22 أو 23 ديسمبر”. أما الاستخدام الثاني للطنطورة، فكان مهما جدا في الحفاظ على النظام وتحقيق العدل بين الأهالي، إذ كان يتم تحديد المزرعة التي ستتلقى الماء من عين “تدعل”، بناء على ملامسة ظل الطنطورة للأحجار التي وضعت على الأرض أمامها.