البلاد – رضا سلامة
فيما هدّد قيادي في تيار مقتدى الصدر، رئيس الوزراء العراقي المكلَّف محمد علاوي بـ”إسقاطه” خلال ثلاثة أيام في حال أقدم على “توزير” أشخاص ينتمون لجهات سياسية، خصوصاً من فصائل الحشد الشعبي، تواصل الحراك الشعبي العراقي بمسيرات في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب بمشاركة شبابية وطلابية كبيرة، أمس (الاثنين)، للتنديد بفساد الطبقة السياسية وهيمنة إيران ومليشياتها على مفاصل الدولة، ورفضًا لتكليف محمد علاوي بتشكيل الحكومة، التي يصفونها بأنها “حكومة الميليشيات الإيرانية”.
وقال المستشار الأمني للصدر كاظم العيساوي: “إذا سمع السيد مقتدى أن علاوي أعطى لجهة، بالذات الفصائل، وزارة، فسيقلب عليه العراق جحيمًا ويسقطه في ثلاثة أيام”، كما شدد على أن التيار الصدري لن يكون جزءا من الحكومة بأي شكل من الأشكال. وكان الصدر أيَّد تكليف علاوي رغم رفض المتظاهرين تسميته باعتبار أنه مقرب من النخبة الحاكمة، وتسبب موقفه بشرخ في الحركة الاحتجاجية التي كان دعمها.
وحذر العيساوي من عرقلة ولادة حكومة علاوي، موضحًا أنه “إذا حدث ضغط ولم تتم الموافقة على حكومته، فسنطوق (المنطقة) الخضراء” حيث تقع مقرات حكومية ودبلوماسية رئيسية، وتابع: “غصبًا عنهم سيقبلون”.
وأكدت مصادر طبية، مقتل متظاهر وإصابة آخر أثناء تفريق تظاهرة أمام جامعة العين وسط الناصرية، التي نظم طلابها أيضًا مسيرة في ساحة الاعتصام للتأكيد على استمرار الإضراب عن الدوام، لحين تحقيق المطالب الشعبية في عملية التغيير السياسي الشامل.
وفي بغداد توافد المتظاهرون على ساحة التحرير، وقطع متظاهرون جسورًا بالإطارات المشتعلة في محافظات جنوبية تأكيدًا على استمرار الإضراب، وواصل العشرات من أبناء مدينة الحلة اعتصامهم أمام منزل محافظها حسن منديل للمطالبة بإقالته، وتواصلت الاحتجاجات في النجف وكربلاء والديوانية والبصرة والمناطق الأخرى.
وقالت مصادر خلال الأيام الماضية، إن مسؤولين بالتيار الصدري أكدوا للمتظاهرين أن تكتلهم البرلماني “سائرون” سيسحب تأييده لعلاوي، بينما تشير تقلبات الصدر تجاه رئيس الوزراء المكلف إلى غموض مصير الأخير، الذي من المقرر أن يتقدم بتشكيلته الوزارية إلى البرلمان قبل الثاني من مارس القادم للتصويت عليها لنيل الثقة، بحسب الدستور.
وفي سياق آخر، وصلت فرق عسكرية أمريكية كبيرة إلى قاعدة عين الأسد في غرب الأنبار، حسب ما نقلته “الحدث” أمس عن مصادر عسكرية وعشائرية في العراق، فيما نفت قيادة العمليات المشتركة في العراق انسحاب القوات الأمريكية من قواعد في البلاد، وأكدت أيضا أن أي من دول التحالف لم تطلب الانسحاب من قواعد عراقية.
