القاهرة ــ أحمد شرف الدين
برعاية (البلاد) يواصل المؤتمر الدولي الثاني لتطوير التعليم العربي انعقاده بالقاهرة تحت شعار ” التعليم قضية وطن ” ، وتحت رعاية أكاديمية رواد التميز للتدريب والاستشارات والتنمية البشرية ” بعنوان: (الآفاق الريادية لمتطلبات إصلاح نظم التعليم ما قبل الجامعي في الوطن العربي في ضوء مهارات القرن الحادي والعشرين والذي يختتم أعماله غداً الاثنين. ولإلقاء الدور على المؤتمر ومحاوره وأبعاده التقت (البلاد) أ.د.م. أسامة الشريف، أستاذ الإدارة التعليمية جامعة تبوك سابقاً، ورئيس أكاديمية رواد التميز للتدريب والاستشارات الذي قال:” ينطلق مفهومنا لإصلاح التعليم ما قبل الجامعي من إيماننا العميق بأن التعليم ضرورة قومية، فهو بمثابة قاطرة التقدم التي تقود المجتمع إلى تحقيق أحلامه وأمانيه، وفي الوقت نفسه تأكيد أهمية التأثير المتبادل بين المدرسة والمجتمع، والكثير من المشكلات المدرسية ترجع في الأساس إلى مشكلات المجتمع سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، كما أن تلكؤ الإدارة المدرسية في إحداث التطوير، وتخلفها عن اللحاق بركب التقدم ينعكس ذلك بآثاره الضارة على المجتمع، ويساهم في تخلف المجتمع ذاته ،
وبناء عليه فإن أية مواجهة لمحاولة علاج المشكلات المدرسية هي في الوقت نفسه مواجهة لمشكلات المجتمع الحياتية، وينبغي التركيز والرجوع إلى الدور الحقيقي والوظيفة الأساسية المنوطة بالمدرسة، من حيث أهميتها وأدوارها في إطار تضافر كافة الجهود المجتمعية التي تسهم في تكوين الفرد والمجتمع وتشكيل ملامحه في الحاضر المتجه صوب المستقبل، بما يضمن السير قدماً على طريق التقدم العلمي والتطور الفكري”.
وأضاف الشريف :” سوف يتناول المؤتمر محوراً هاماً ألا وهو منطلقات تطوير وإصلاح التعليم قبل الجامعي: وتتمثل هذه المنطلقات فيما يلي:- التدفق المعرفي، والتقدم التكنولوجي المتسارع والذي أدى لصعوبة التنبؤ بالمستقبل، التغير في البنى المعرفية من البنية الأحادية إلى البنى المعرفية البينية، إلى البنى المعرفية المتعددة، إلى البنى المعرفية العابرة، إلى البنى المعرفية التقاطعية التي فرضها التشابك الشديد في معالجة المشكلات المجتمعية والإنسانية، تقدم الأساليب التكنولوجية في كافة مجالات الحياة، مما فرض علينا مواكبة هذا التطور ومسايرته، العولمة وما تفرضه من منافسة قوية بين الدول، التعليم المستمر جزء من منظومة تطوير التعليم، التحول والتغيرات في المهنة الواحدة، مما يستلزم إعادة التدريب والتأهيل والتعليم المستمر، التغير في فلسفة العلم حتى أصبحت قيمة العلم تقاس بمدى تطبيقاته في شتى مجالات الحياة، أصبح تقدم الدول مرهوناً بتنمية العنصر البشري تنمية مستدامة للوصول بأدائه إلى مستوى الجودة والاتقان، التعليم المستمر جزء من منظومة اصلاح التعليم وتطويره”.
واختتم الدكتور أسامة الشريف حديثه بقوله : إن وضع التعليم العربي – الآن سواء في نوعيته أو تعدد أنماطه من تعليم عام وخاص وأجنبي، يحتاج إلى إصلاح بما يعزز ويحقق الهوية العربية والاسلامية، ويحقق في الوقت نفسه الأهداف والغايات التي نبتغيها من تعليمنا بما يحقق الانتماء والقدرة على العيش المشترك بين أـبناء الوطن العربي. وفي الختام يأمل المؤتمرون في مؤتمر تطوير التعليم العربي قبل الجامعي أنه لابد من تبني القيادات التربوية للرؤى والأفكار التطويرية، فتتحد الرؤى ونبدأ الإصلاح؛ فلابُدّ من التعاون لتنقية وتفعيل النظام التعليمي، ثم تنمية المجتمع وتأهيله بما يفتح باب الأمل في نفوس الشباب بأنّهم سيجدون فرصة عملٍ بعلمهم وتعليمهم وخبرتهم.