استوقفتني فعالية ؛ تنفس” في مدينة الرياض الاسبوع الماضي التي تسعى لكسر حاجز الخوف ورفع جودة السلوك واكتشاف الامكانيات والمعارف ورفع مستوى التفكير والابتكار برعاية برنامج جودة الحياة. ورفع جودة الحياة بالممارسة الرياضية والتأمل والتنفس.
وجدت نفسي أتنفس تلقائيا وبعمق وفي بالي مشاعر خواطر متسارعة وقد انتهى الشهر الأول من 2020 وقد دخلنا أبواب التحول الوطني في ظل رؤية طموحة، واحد من أهدافها أن تصنف 3 مدن سعودية بين أفضل 100 مدينة في العالم وتحقيق السعادة للمواطنين والمقيمين تحت محور مجتمع حيوي.
إذا رجعنا بالزمن إلى أقل من 4 سنوات وقارنا الوضع اليوم، يستحيل لأي منا أن يتخيل ويستشرف التغييرات التي تمر بها المملكة اليوم وخاصة فيما يخص المرأة والشباب. لقد صنفت المملكة العربية السعودية بأنها الدولة الأكثر تقدما وإصلاحا بين 190 دولة في تقرير سهولة وممارسة الأعمال 2020 الصادر عن البنك الدولي الأخير.
رجعت بي الذاكرة الى قبل حوالي 15 عاما عندما ذهبت الى المحكمة لعمل وكالة شرعية الخاصة بسجلي التجاري واضطررت أن آتي بمعرفبن احدهما كان الحارس ! تذكرت أيام عدم قدرتي للخروج مع وجود السيارة موقوفة أمام عيني. تذكرت غبطتي لإخواني عند ذهابهم مع أبي الي استاد الأمير عبد الله الفيصل لمشاهدة فريقي المفضل..وذكريات ومواقف أخرى كثيرة.. لقد جاء عهد سلمان الحزم والعزم مدعوما بمتابعة ولي العهد الامير محمد بن سلمان ليؤكد على الوسطية والتسامح والتعايش عبر أنظمة وقوانين لمواكبة العالم دون فقد لمبادئنا وهويتنا الوطنية.
نعم نحن الجيل العاشر المخضرم الذي عاش زمنا جعلنا نقدر ونسعد أيما سعادة بأن نرى ما نرى من تطور كفلته رؤية 2030 لتحقق استثمار كفاءة المرأة وروح الشباب ونرى أسوار الماضي تنهار. أسوار الخوف من المجهول. .لقد مكنت الرؤية 50٪ من المجتمع السعودي وهن النساء ومكنت 70٪ من المجتمع السعودي وهم الشباب.
هل معني ذلك أننا أصبحنا مجتمعا مثاليا ؟ بالطبع لا فلا وجود لليوتوبيا في الأرض.وفي طور هذا التحول طبيعي أن نرتكب أخطاء هنا وهناك نتعلم منها وتكون بمثابة استثناءات لسلاسة وجمال التحول.
أرى اليوم وطني ودخل أبواب قمة العشرين، وأرى السياحة تنتعش ليعرف العالم حقيقة المجتمع السعودي وطباعه التي فاجأت الجميع أنها في الغالب سمات كرم وتقبل ومروءة.
نعم نحتاج الى منظومة تطويرية تواكب التغييرات. نحتاج الى مزيد من التطوير والبناء في الجوانب المعيشية والاجتماعية والصحية والاقتصادية. ونحتاج أيضا لجهد أكبر من الأسرة السعودية والمدارس السعودية والمؤسسات السعودية المختلفة في ظل هذا الانفتاح والمتغيرات.
نحتاج الى أن نصل الى التوازن وألا تطغى العولمة على الهوية الوطنية الخليجية العربية المسلمة. فمن لا ماضي له، لا مستقبل له، نحن ولله الحمد ماضينا عريق نستمد منه جمال الحاضر وإشراقة المستقبل.
وقد أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله في خطابه بمجلس الشورى في دورته الحالية السابعة أن “رسالتنا للجميع أنه لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالا ويستغل عقيدتنا السمحاء لتحقيق أهدافه، ولا مكان بيننا لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه” لنضع هذه الرسالة نصب أعيننا.
“تنفس” هدفها كسر حاجز الخوف وتحفيز الشباب لخوض تجارب جديدة واكتشاف أبعاد أوسع وفهم العالم من حولهم بطرق مختلفة، وتمكن المشاركين من التعامل مع متغيرات وتطورات الحياة بفعالية وإيجابية.
هنيئا لنا مكامن القوة العمق العربي والاسلامي، القوة الاستثمارية ومحور ربط القارات الثلاث والتي تدعم محاور الرؤية مجتمع حيوي..واقتصاد مزدهر.. ووطن طموح.
نسأل الله أن يديم علينا نعمته ويحفظها من الزوال.
ابتسم وتنفس فأنت في السعودية.