أخذت المملكة على عاتقها منذ نشأتها خدمة الإسلام والمسلمين من خلال العناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وبذل الجهد لتسهيل أداء المناسك على ضيوف الرحمن بإقامة المشروعات العملاقة وتطوير البرامج وتحديث الأنظمة التزاماً بنهجها الإسلامي القويم وسياستها الراسخة الداعية إلى وحدة الصف والكلمة وتعزيز التعاون بين الدول الشقيقة والصديقة.
وكان للمملكة دورها الرائد في تأسيس منظمة التعاون الإسلامي التي اتخذت من أرضها الطيبة مقراً لها وظلت تحظى بالدعم والمساندة لتحقيق آمال وتطلعات الأمة ومناصرة قضاياهم العادلة.
وقد كان لرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لاحتفال المنظمة بيوبيلها الذهبي مؤخراً ما يدل على اهتمامه،حفظه الله، بأنشطتها وجهودها المقدرة في لم الشمل والتصدي للتحديات وضرورة تطويرها وإصلاح أجهزتها لمواجهة القضايا المختلفة التي يواجهها العالم الإسلامي وتعزيز العمل المشترك والإسهام في نهضة الأمة ورقيها.
وفي هذا السياق تضطلع المنظمة بمهام جسام في وقت تتصاعد فيه حدة الصراعات والاضطرابات والأعمال الإرهابية والفتن والقلاقل إلى جانب تعرض العديد من الدول الأعضاء إلى تدخلات سافرة في شؤونها الداخلية مما يتطلب المزيد من الجهد لتعزيز التضامن الإسلامي وتوحيد الجهود من خلال منظومتها الإعلامية المتكاملة للتصدي لكافة القضايا التي تثار عالمياً وتستهدف الإسلام والمسلمين.