البلاد – مها العواودة
أكد الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان الدكتور محمد علي الحسيني، أن الانتفاضة الشعبية اللبنانية قامت لمواجهة النفوذ الإيراني المتمثل بحزب الله، مشيرًا إلى أن حكومة حسان دياب صناعة “حزب الله” ولن تكون قادرة على فعل أي شيء، لأن الثقة الشعبية بها مفقودة، كما أن المجتمعين العربي والدولي يرفضان دعم أي حكومة يسيطر عليها ذراع إيران بلبنان.
وقال لـ”البلاد” إن إيران تتآكل من الداخل، فالنظام منقسم على نفسه، وقد ظهر ذلك جليًا بعد مقتل سليماني، فالحكومة والجيش يريدان التهدئة والحصول على مكاسب سياسية مثل رفع العقوبات، بينما يتجه الحرس الثوري الإرهابي مدعومًا بخامنئي للتصعيد ضد أمريكاً، وفي النهاية فضح الأمر برمته، وظهر الخلاف علنًا مرة أخرى بعد إسقاط الحرس للطائرة الأوكرانية، إذ تبادل الطرفان الاتهامات، والآن يتبادلونها حول الانتخابات التشريعية المقررة في 21 فبراير القادم. أما شعبيًا، فانتفاضات الإيرانيين المتتالية ضد النظام أظهرت فقدان شعبيته وضعفه، ورغم ممارسة الحرس الثوري أقسى أنواع القمع والبطش ضد المدنيين العزل، إلا أن المنتفضين أسقطوا شرعية النظام، الذي يتعرض للضغوط القصوى داخلياً وخارجياً، والآن يلفظ أنفاسه الأخيرة”.
ويرى الحسيني أن الموقف السياسي والميداني بالإقليم يتغير لصالح الشعوب وضد مشروع إيران وأذرعها الإجرامية، إذ يشهد العراق انتفاضة، وفي سوريا انحسار كبير للدور الإيراني، وبلبنان يواجه “حزب الله” ثورة ضد سيطرته ورهنه البلد لمصلحة إيران، وفي اليمن لم يحقق الانقلاب الحوثي مبتغاه بينما تتقدم والشرعية بدعم سعودي – عربي. وفي دول الخليج التي حاول الملالي اختراقها وإسقاطها بالإرهاب والعملاء، احبطت القيادات الحكيمة والشجاعة بالسعودية والإمارات والبحرين والكويت كل هذه المخططات الخبيثة.
ونوه إلى أن مليشيات الحوثي، ارتكبت كل أنواع الجرائم ضد اليمنيين، من قتل ونهب وتدمير للممتلكات وانتهاك للحرمات، وآخرها ضرب مسجد في مأرب وتدميره على رؤوس المصلين، كما نفذوا أبشع الجرائم ضد المملكة بقتل المدنيين عبر القصف العشوائي بالصواريخ الباليستية الإيرانية، ما أثبت للعالم أن الملالي خلف كل الجرائم، فالحوثيون لا يمتلكون الكفاءة والقدرات لتصنيع وإطلاق هكذا صواريخ. وأضاف “السلوك الإيراني القائم على التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتصدير الفوضى وصناعة الإرهاب منصوص عليه في دستورهم تحت عنوان (تصدير الثورة)، لذلك لا يمكن أن نصدق أية دعوات تصدر عن الدبلوماسية الإيرانية عن مد يد التعاون، فأيديهم لا تعرف إلا الغدر والخيانة والإرهاب”.
وأشاد الحسيني بدور السعودية في مواجهة الإرهاب واحتواء الفتن ودعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية، مؤكدًا أن المملكة قائدة العالمين العربي والاسلامي، تخوض معارك مصيرية ناجحة في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه الفكرية وإجهاض الفتن التي تحاول ايران إشعالها، بالإضافة إلى دعم كل قضايا الأمتين على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.