منذ عدة أعوام وبالتحديد بين عامى 2012 و2015 ضربت المملكة موجة من فيروس كورونا او الفيروس التاجى، والذى صنف فيروسا محليا بامتياز. ورغم ان ذلك كان مصاحبا لموجات متتالية من إنفلونزا الخنازير وانفلونزا الطيور الا ان العدد الاجمالى للوفيات لكل هذه الموجات كان أقل بكثير من العدد الاجمالى للوفيات نتيجة الانفلونزا العادية سواء كان ذلك داخل المملكة او خارجها.
في تلك الموجة الاولى لفيروس كورونا كانت الابل خاصة وحيدة السنام والخفافيش هى المخزن الطبيعى لهذا الفيروس. ومع ارتفاع نسبة الوفيات بالمقارنة بقلة عدد الاصابات والتى كانت فى المملكة 1223 اصابة و 520 حالة وفاة بنسبة وفاة 42.5 % وهى مقاربة لنسب الاصابة العالمية فى غير المملكة التى كانت 763 فى حين كانت الوفيات 311 بنسبة تعادل 41 %
كل ذلك كان يثبت عالميا ان الفيروس ضعيف فى اختراق المناعة البشرية الطبيعية لكنه يؤدي الى تأثيرات مميتة حال تم الاختراق بنجاح خاصة عند كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة وذوى السمنة المفرطة.
وصنف الفيروس المحلي على انه ذو احتمالية كبيرة للتحور وافراز اجيال جديدة اكثر خطورة على الانسان نظرا لضعف جيني في كفاءة أنزيمات التكاثر بهذا النوع رغم تأكيد عدة مراكز علمية وقتها وعلى راسهم علماء جامعة بون الألمانية بعدم حدوث ذلك.
كل هذا كان يصب فى جانب الخطورة الشديدة التى كان يمتلكها فيروس كورونا المحلي
اما فيروس كورونا الصينى الذى ظهر فى الاسابيع الاخيرة والذى ينتقل عن طريق التنفس وتشمل أعراضه ارتفاع درجة الحرارة وصعوبة التنفس والسعال ويتشابه كثيرا مع أعراض التهاب الجهاز التنفسى وقد يؤدى الى الالتهاب الرئوى ، وأن الحد من انتشار الفيروس يبدأ بأن تكون المخالطة محدودة بالاضافة الى ارتداء الكمامات الواقية فى الاماكن المزدحمة وبالنسبة للشخص المصاب بأعراض تنفسية وارتفاع فى درجة الحرارة عليه ان يمتنع عن مخالطة الاخرين ويحرص على تغطية الفم والانف بمنديل عند العطس الى غسل اليدين بالماء والصابون بشكل دائم …وينصح بعدم ملامسة الحيوانات الميتة التى تشكل مخزونا غير نشط للفيروس كالابل والخفافيش المحلية ..و المخزون النشط فى الثعابين والفئران الصينية.
ويعتقد أن الفيروس قد ظهر فى أواخر العام الماضى نتيجة تجارة غير مشروعة فى الحيوانات البرية فى سوق للحيوانات فى مدينة ووهان الصينية. وتشير الابحاث الاولية إلى أن الفيروس الصينى انتقل للانسان عن طريق الثعابين وحيوان الغرير والفأر الصينى على أنها التى تحتوى المخزن الطبيعى للفيروس ..ورغم سرعة انتشاره فى بلاد العالم الا ان نسبة الوفيات اقل بكثير جدا من الفيروس المحلي ..ولكل ذلك اصدرت منظمة الصحة العالمية مساء الخميس ان فيروس كورونا الجديد ( الصينى ) والذى انتشر بعدة دول لا يشكل بعد حالة طوارئ دولية وان المنظمة لا توصى بفرض اى قيود على الحدود او على السفر والتجارة فى الوقت الراهن بسبب تفشى كورونا. ولذلك يبقى كورونا الصينى الجديد رعبا بلا سبب.
• استشاري باطنة عامة وغدد صماء وسكر