البلاد – مها العواودة
هدد مسؤولون فلسطينيون بالانسحاب من اتفاق أوسلو، حال أعلنت الإدارة الأمريكية عن خطتها للسلام في الشرق الأوسط، في ظل ترقب إعلان الخطة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اليوم (الثلاثاء)، بعد مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنافسه السياسي بيني جانتس، وعدم دعوة الفلسطينيين لمناقشتها، بينما تعمد سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة إلى مطاردتهم وإبعادهم قسرًا عن القدس؛ في محاولة لتسريع مخططات إفراغ المدينة من أصحابها الأصليين وطمس ملامحها وهويتها العربية والإسلامية.
واعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن ضم إسرائيل أراض فلسطينية لسيادتها يعني انسحابها من اتفاقية “أوسلو” للسلام (1993)، والاتفاقات الموقعة كافة؛ ما يعني أن هناك محاولة لتدمير مبدأ حل الدولتين، فيما أكد خطيب المسجد الأقصى والنائب الأول للهيئة الإسلامية العليا الدكتور يوسف سلامة لـ”البلاد”، أن الأقصى في حالة الخطر الشديد، في ظل مواصلة الاحتلال لسياسة إبعاد شيوخ الأقصى والنخب الفلسطينية عن ساحاته، واستمرار الحفريات، وبناء الكنس تحت أساساته واقتحامات المستوطنين اليومية. وأضاف أن الفلسطينيين متمسكين بمقدساتهم، وسيواصلون الدفاع بقوة عن مسجدهم المبارك، ولن ترهبهم سياسة التهديد والإبعاد، عن قصده وشد الرحال إليه.
وقال مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر، إن عمليات الإبعاد سياسة ممنهجة ومدروسة، تهدف بالأساس لتهويد القدس، والتركيز في عمليات الابعاد يتم على الشخصيات المقدسية المؤثرة سياسيًا ودينيًا، والتي تسعى جاهدة للحفاظ على عروبة القدس والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أدرج مئات الفلسطينيين خاصة في القدس على القوائم السوداء الممنوعة من دخول الأقصى، تعرف عند الفلسطينيين بـ”القوائم الذهبية”، والتي تضم أكثر من 60 فلسطينيًا بينهم سيدات وأطفال، وهي سياسية ظالمة وغير قانونية، لافتاً إلى وجود شخصيات سياسية ودينية فلسطينية من خارج القدس يمنعها الاحتلال من الدخول منذ عشرات السنين بأوامر عسكرية.
وكشف خاطر عن كيفية تحديه قرار الاحتلال القاضي بمنعه من دخول القدس لمدة 88 سنة، وأنه سلك طرقا التفافية وعرة من أجل الوصول للأقصى والصلاة فيه، لأن القدس بلده ولا يمكن أن يستسلم لإجراءات المحتل، كما فعل الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى الذي كسر قرار الإبعاد وتحدى الاحتلال بالصلاة في الأقصى، رغم قرار الاحتلال بمنعه لمدة 4 أشهر.
من جهته، قال رئيس مركز العرب للشؤون الاستراتيجية زيد الأيوبي، إن سياسة الإبعاد عن القدس التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلية في القدس المحتلة بحق المقدسيين تنحدر لمستوى الجرائم ضد الإنسانية، التي تدخل ضمن اختصاص محكمة الجنايات الدولية.
وأشار الأيوبي إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تهدف من خلال هذه الإجراءات التعسفية إلى كسر إرادة المقدسيين وتطويعهم واخضاعهم، بالإضافة إلى هدف استراتيجي وهو تفريغ مدينة السلام من سكانها العرب والمسلمين واحلال المستعمرين مكانهم، مؤكداً أن المقدسيين يستحقون الحماية الدولية من قبل المجتمع الدولي في مواجهة جرائم الاحتلال المستمرة والمتصاعدة، خاصة منعهم القسري من حرية العبادة.