البلاد – محمد عمر
باتت التدخلات التركية في ليبيا أكبر خطر يهدد مخرجات مؤتمر برلين واجتماع دول الجوار الليبي، وتعقد حلول الأزمة وتطيل أمد الصراع بين الجيش ومليشيات الوفاق، وهو ما تسعى قمة الاتحاد الأفريقي التي تنعقد في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في فبراير القادم، لإيقافه، فتدخلات تركيا ستكون من أولويات القضايا التي سيبحثها الاجتماع، إلى جانب عدد من القضايا والملفات بهدف إيجاد حل للأزمات المنطقة وليبيا تحديداً.
ويرى المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات هاني سليمان، أن المشهد الليبي تسوده تطورات جديدة يمكن تسميتها بـ”حرب الهدنة”، بما يضع مخرجات مباحثات برلين على المحك، فيما تحاول تركيا استمالة دول الجوار لتدخلاتها في الشأن الليبي، وفشلت في ذلك عندما زار أردوغان الجزائر، إذ ترفض دول الجوار الليبي التدخلات التركية، وتركز على الحل الدولي، ما يربك ويُفشل حسابات أردوغان، في ظل تأكيد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، على استمرار تركيا في إرسال مسلحي تنظيم “جبهة النصرة” من سوريا إلى ليبيا بوتيرة عالية، وهو ما أكدته عدة تقارير تحدثت عن نقل مقاتلين عبر المطارات والموانئ مع أسلحة، إذ أن الرقم المستهدف للإرهابيين الذين سيتم نقلهم برعاية تركية يبلغ حوالي 8 آلاف مرتزق.
وقال سليمان لـ”البلاد”، إن التدخلات والتحركات التركية تهدد مخرجات برلين بالفشل، خاصة مع تنديد الأمم المتحدة بانتهاكات صارخة مستمرة لحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، بما يشمل إرسال مقاتلين ومدرعات وأسلحة متقدمة، عكس تعهدات تركيا في مؤتمر برلين، وهو الأمر الذي يجعل الحل السياسي بعيد المنال.