البلاد – رضا سلامة
في وقت اعترف الحرس الثوري الإيراني، للمرة الأولى، بمشاركة ذراعه الخارجية “فيلق القدس” في قمع احتجاجات سوريا منذ انطلاقتها عام 2011 بإرسال قوات لتدريب الأمن السوري ومعدات مثل العصي والهراوات وغيرها للسيطرة على الاحتجاجات التي عمت الشوارع، تعمل الأذرع الإيرانية في العراق ولبنان على إنهاء الحراك المناهض لفساد الطبقة الحاكمة وهيمنة الملالي في البلدين، وفق وتيرة عنف متباينة ضد المتظاهرين في الساحتين نظرًا لاعتبارات جيوسياسية وديموغرافية، في ظل تصميم على الإمساك بالبلدين رهينتين للمشروع الإيراني الإرهابي في المنطقة، يقابله إصرار من الثوار على استكمال طريق التحرير والاستقلال.
وحسب تقرير نشرته وكالة “فارس” التابعة للحرس الثوري، فإن فيلق القدس بقيادة سليماني، نقل خبراء أمنيين إيرانيين في مارس 2011 إلى سوريا، موضحاً كيفية عمل فيلق القدس في سوريا عامي 2011 و2012 ومساعدة النظام السوري على البقاء بعد ما كانت إيران تدعي أن تدخلها بدأ منذ عام 2013 في إطار الحرب على تنظيم “داعش” المتطرف،
بينما أثبتت الحرب السورية أن تدخل إيران كان له دور أساسي في ظهور “داعش” وسائر التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق، بحسب العديد من المراكز البحثية والباحثين والمراقبين، كما اعترف التقرير بتحويل الاحتجاجات السلمية السورية إلى مواجهات عسكرية من قبل قوات النظام السوري وفيلق القدس الإيراني، الذي نشر قواته لقمع الاحتجاجات بقرار من قبل كبار قادة النظام الإيراني لمنع سقوط النظام السوري، وبقاء بشار الأسد في السلطة.
ويوضح التقرير، تدخلات فيلق القدس والحرس الثوري في كل من أفغانستان والعراق ولبنان وكيفية إيصال قطع صواريخ إلى جماعتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في قطاع غزة.
وتوضح التظاهرات في العرق بجلاء، استغلال إيران لها لزعزعة الاستقرار، إذ قتلت مليشياتها أمس (الإثنين) شخصين بينما أصابت 18 في هجوم شنته بنيران حية على المتظاهرين في ساحة الحبوبي بالناصرية، حسبما أفاد مصدر أمني عراقي، قال إن 9 مصابين، حالاتهم خطيرة، بعد أن أصيب أمس الأول أكثر من 100 متظاهر، فيما دعت الخارجية الأمريكية العراق إلى حماية المنشآت الدبلوماسية بعد استهداف سفارة واشنطن بـ5 صواريخ سقطت 3 منها داخل حرم السفارة وتسببت في إصابات، حيث طالب النائب الجمهوري في الكونجرس الأمريكي، ميشيل والتز، باستهداف إيران بشكل مباشر لإجبار ميليشياتها على التوقف عن استهداف القوات الأمريكية، بينما استهجن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي استهداف سفارة واشنطن، مؤكدًا أن هذه الأعمال “مدانة وخارجة عن القانون وتضعف الدولة وتمس بسيادتها، مؤكداً اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية المنشآت الدبلوماسية.
وفي لبنان، اعتقلت المليشيات التابعة لحزب الله المدعوم من إيران عددًا من المتظاهرين بعد اشتباكات عنيفة قرب البرلمان في بيروت، أمس، أسفرت عن إصابة 27 متظاهرًا، منددين بانعقاد جلسة لمجلس النواب لمناقشة الموازنة العامة للعام الجاري فيما تواجه البلاد أزمة مالية متفاقمة، بينما رفعت القوات الأمنية الجدران الأسمنتية المحيطة بالبرلمان والسراي الحكومي، وحولت وسط بيروت إلى منطقة معزولة وساحة عسكرية ومنعت اقتراب المتظاهرين.
وفي سياق ذي صلة بمعاقبة النظام الإيراني على جرائمه، رفع المركز الدولي لحقوق الإنسان، بالتعاون مع مؤسسة “جاردينر ميلر أرنولد إل إل بي” القانونية، وفقاً لتقارير إعلامية أمس، دعوى قضائية لمحكمة أونتاريو في كندا، ضد المرشد الإيراني علي خامنئي والحرس الثوري، بسبب إسقاط الطائرة الأوكرانية، وذلك تحت بند من قانون العقوبات الكندي الذى تم إقراره في 2012 بعنوان “العدالة لضحايا الإرهاب”، إذ اعتمدت الدعوى على أن إسقاط الطائرة عمل إرهابي وليس حادثًا عارضًا، مطالبة بتعويضات كبيرة لأهالي الضحايا والحكومة الأوكرانية.