البلاد – مها العواودة
جددت السلطة الفلسطينية رفضها القاطع لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام التي تعرف بـ”صفقة القرن” والتي ينوي طرحها خلال اليومين المقبلين، وكل الخطط والمبادرات التي تتجاهل الحقوق الفلسطينية الواردة في القرارات الأممية، لصالح المشروع التوسعي والاستيطاني الإسرائيلي، محذرة في بيان لها الإدارة الأمريكية والاحتلال من تجاوز الخطوط الحمراء التي التزمت بها واشنطن طويلا، مؤكدة في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة لم تطلع القيادة الفلسطينية على صفقة القرن، وأنها متمسكة بالثوابت الوطنية الفلسطينية وترفض قرارات ترامب المتعلقة بالعاصمة القدس.
ويرى مسؤولون ومراقبون أن أية خطة تنكر حقيقة إسرائيل كقوة تحتل دولة فلسطين هي احتيال على القانون الدولي والشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام.وقال الدكتور نبيل شعث الممثل الشخصي للرئيس الفلسطيني إن هذه الخطة محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.
وشدد عبر (البلاد) على ضرورة التحرك دعما للقيادة الفلسطينية الرافضة لهذه الخطة، وكذلك تصعيد المقاومة الشعبية غير المسلحة كخيار لمواجهة الخطة التي لا يوجد فيها أي شيء يعد بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
وأكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي أن صفقة القرن عبارة عن مشروع إسرائيلي صاغه بنيامين نتنياهو وسيقدم بغلاف أمريكي، يستهدف تصفية القضية الفلسطينية بكل مكوناتها وفرض نظام “الابارتاهيد” العنصري والتمييزي ضد الشعب الفلسطيني.
وأضاف لـ(البلاد) أن هذه الخطة خطرة ومرفوضة فلسطينيًا وعربيا، والمطلوب فلسطينيًا في هذه المرحلة الصعبة والمعقدة إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، وتوحيد الصف الوطني في قيادة موحدة لمواجهة الخطة الأمريكية.
ورأى البرغوثي أن خطة ترامب تطيح بكل الحقوق الفلسطينية وأولها الحق في القدس، حيث تقدم الدعم لتهويدها وضمها للسيادة الإسرائيلية، كما أنها تشرعن الاستيطان في260 مستعمرة غير قانونية، وتسرع ضم الاحتلال لمنطقة الأغوار التي تشكل مساحتها 30% من الضفة الغربية.
وتابع بأنها خطة لضم وتهويد 60% من مساحة الضفة الغربية المحتلة، وما يتبقى من الأرض الفلسطينية سيكون اشبه بكانتونات معزولة عن بعضها، مما يمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة، ويحرم الشعب الفلسطيني من السيطرة على أرضه وموارده الطبيعية، في مقابل ذلك تهيمن إسرائيل أمنيًا على الضفة الغربية وقطاع غزة وكل الحدود.
واستطرد بأن صفقة القرن تتضمن تصفية حق العودة للاجئين الفلسطينيين وتوطينهم في الشتات، وإنهاء عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، مؤكدًا أن هذه الخطة تعادل في خطورتها ما جرى خلال نكبة عام 1948 من اغتصاب للأرض والحقوق الفلسطينية.
وقال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إن هذه الخطة لن تصنع سلامًا في المنطقة، وتوقيت طرحها يؤكد التدخل الأمريكي المباشر في الانتخابات الإسرائيلية التي ستجرى في مارس القادم لصالح نتنياهو، وهو واضح من خلال الدعوة الأمريكية لرئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وزعيم المعارضة الإسرائيلية بيني جينتس لزيارة واشنطن هذا الأسبوع لإطلاعهم على الخطة.