البلاد – مها العواودة
رفض الشارع اللبناني حكومة “اللون الواحد”، التي كونها رئيس الوزراء المكلف حسان دياب من “حزب والله” وحلفائه، إذ اعتبر المتظاهرون المتجمعون في ساحة النجمة احتجاجاً على التشكيل الجديد، أن الحكومة “فاشلة” قبل أن تبدأ لأنها لا تعبر عن رأي الشارع ومطالبه.
وبينما أغلقت قوات الأمن الداخلي الطرق لعدم وصول المتظاهرين إلى وسط بيروت، عدت الولايات المتحدة الأمريكية أن الحكومة التي شكلها دياب تعبر عن لون واحد، بينما ترى الصحافة الأمريكية أنها لن تجد الدعم الخارجي اللازم، من واقع موالتها لحزب الله الإرهابي.
ومنذ اللحظة الأولى للإعلان عن انتهاء الاتفاق على حكومة حسان دياب، انطلقت الدعوات لتصعيد التحركات وإسقاطها في الشارع، إذ بدأت التجمعات في بيروت وعدد من المناطق في موازاة قطع طرقات في الشمال والبقاع.
وينطلق رفض الشارع للحكومة التي وصفها بـ”حكومة الفشل” من اعتبارها نتيجة المحاصصة التي وزّعها الفرقاء السياسيون، حزب الله وحلفائه، فيما بينهم، وبالتالي لا تحمل صفة المستقلة التي كانت إحدى أبرز مطالب المتظاهرين.
وعلى الرغم من تأكيد رئيس الحكومة حسان دياب بعد اجتماعه مع الرئيس اللبناني ميشال عون وعقد الجلسة الأولى للحكومة في قصر بعبدا، أمس (الأربعاء)، أن حكومته المكونة من 20 وزيرًا تتألف من “تكنوقراط” و”غير حزبيين”، أكد خبراء أن الوزراء محسوبون على “حزب الله” وحلفاؤه، وأن الحكومة “محاصصة” من فريق واحد ولن تصمد أمام الغضب الشعبي وسيكون مصيرها الفشل المحتوم.
وقال النائب السابق في البرلمان اللبناني الدكتور فارس سعيد، إن الحكومة الجديدة خاضعة لهيمنة حزب الله، ولايمكن أن تحظى بدعم عربي ودولي، أو قادرة على حل المشاكل أو تلبية مطالب.
وشدد الكاتب والباحث السياسي يوسف دياب، على أن الحكومة ليست للإنقاذ، إنما هي حكومة مستشارين وموظفين لدى حزب الله وحلفائه، ونخشى أن تكون مقدمة لعزل عن العالم، والحراك أمام تحد جديد وهو إسقاط الحكومة.