كانت بلادنا إلى عهد قريب، في طليعة الدول المكتفية ذاتياً، في مجال الزراعة بأنواعها، وتصدر الفائض منها وخاصة الحبوب والفاكهة، إلى دول أخرى!
إلاَّ أن نشاط الزراعة ببلادنا أخذ يتضاءل في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ للشح في مصادر المياه وقلة الأمطار والهجرة من القرى للمدن مما جعلنا نستورد بعض أنواع الحبوب والفاكهة والخضروات خارجياً!
ولأهمية الزراعة في حياة الشعوب – قديماً وحديثاً – إذ لا تقل أهمية عما سواها من المصادر الحياتية الأخرى، كالماء والبترول ومشتقاتهما.
لذا نجد أن معظم الشعوب تهتم اهتماماً بالغاً بتشجيع الزراعة والمزارعين وتوفر لها السبل التي ترفع من شأنها (زراعياً.. وإنتاجياً) كإقامة السدود وحفر الآبار، ومنح المزارعين القروض اللازمة مادياً، والمعدات الزراعية، ووسائل التقنية الحديثة في مجالها، التي تساعد على استمرارية وتقدم الاستصلاح الزراعي اكتفاءً وتصديراً.
وقد اهتمت بلادنا – أيدها الله – بقيمة الزراعة وتشجيع المزارعين – قديماً وحديثاً – ودورها المعيشي في حياة الإنسان، باعتبارها من العناصر الأساسية والفاعلة في حياة الشعوب، فتابعت وما زالت تتابع باهتمام وعناية، ما طرأ على الزراعة والمزارعين لدينا، من تضاءل في الإنتاج، وشكلت لذلك العديد من اللجان المختصة لعلاج ذلك؟ (بحثاً .. ودراسة) مستعينة في ذلك برؤية المملكة (2030) وما أوردته في مجال الزراعة واستراتيجيتها من اهتمام بالغ وتشجيع استمرارها وعلاج الأسباب التي قد تعترض طريق تقدمها، من خلال زيادة إنشاء السدود المائية، وحفر الآبار الارتوازية، وتشجيع المزارعين مادياً وتوطين وظائف القرى والمدن والهجر، للحد من الهجرة التي شملت العديد منها في الآونة الأخيرة وفق عوامل النهضة وتوفر جهات الوظائف.
وتوالت اللجان، وفي طليعتها (مؤسسة الحوار الوطني) في دراسة وبحث تضاؤل نسبة الزراعة، وكذا قضية الهجرة من القرى للمدن الكبرى، وقدمت لها الحلول الناجعة التي تعيدها لسابق عهدها (زراعة واستصلاحاً) والتوجيه بتوطين وظائف القرى والهجر، وحصرها على خريجي أهلها، تقليلاً من نسبة الهجرة التي شملت العديد من القرى والهجر.
خاتمة: ما نأمله من وزارة البيئة والمياه والزراعة، باعتبارها الجهة المسؤولة عن الزراعة وتشجيع المزارعين، بذل كل ما من شأنه توفير المقومات الأساسية التي تساعد على عودة الزراعة والمزارعين بالمملكة إلى سابق عهدها. فبلادنا والحمد لله غنية بالمياه الجوفية وبالأراضي الخصبة الصالحة للزراعة على مستوى مدن وقرى المملكة، وقد نجحت نجاحاً باهراً في العديد منها وتكاد تكتفي منها ذاتياً.
إن الزراعة كما يعلم الجميع هي الدعامة الأساسية في حياة الشعوب منذ الأزل، وستظل كذلك ما دامت الحياة. لذا فالاهتمام بها يجب أن يتصدر أولويات المشروعات التنموية والاقتصادية التي تسعى بلادنا جاهدة على استمرارها ووصولها إلى ما هو مخطط لها (حاضراً ومستقبلاً) في العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين يحفظهما الله. وبالله التوفيق،،،
Ali.kodran7007@gmail.com