البلاد ـ عمر رأفت ـ بغداد ـ بيروت
تتواصل التظاهرات في العراق ولبنان على حد سواء للمطالبة برفع العبث الايراني في مصير الشعبين العربيين من خلال إطلاق الملالي لأيدي الوكلاء من جملة الميليشيات لزعزعة الاستقرار وتمزيق النسيج الاجتماعي والتحكم في مصير الشعوب.
ففي العراق لا زال المحتجون ينادون بضرورة رحيل ايران كذلك الحال في لبنان فيما تعمل آلة القمع الايرانية على معاقبة المحتجين الإيرانيين في طهران والعديد من المدن المنتفضة لإخماد الاصوات التي تنادي برحيل النظام حيث باتت إيران في عزلة دولية وتحت ضغوط داخلية أكثر من أي وقت مضى بعد إسقاطها الطائرة الأوكرانية، إذ أثار الحادث استياء العالم، خاصة في ظل مراوغة إيران ورفضها تسليم الصندوقين الأسودين، لعلمها المسبق بسهولة الكشف عن جريمتها وفقا لمصادر موثوقة الأمر الذي دعا العديد من شركات الطيران العالمي لتجنب المرور عبر الاجواء الايرانية وتغيير المسارات تجنبا للأخطار.
وقد شهدت بغداد ومحافظات وسط وجنوب العراق، أمس (الاثنين)، قطع طرقات رئيسية واشتباكات بين الأمن والمتظاهرين. وأفادت مصادر طبية بسقوط قتيل من المحتجين بطلق ناري قرب جسر محمد القاسم، الذي سيطر عليه المتظاهرين، بالإضافة لحالات اختناق نتيجة قنابل الغاز، فيما أعلن الإعلام الأمني إصابة 14 ضابطًا خلال الصدامات.
ويأتي التصعيد بعد انتهاء المهلة التي منحها المتظاهرون للمسؤولين لتنفيذ مطالبهم، وعلى رأسها تشكيل حكومة مستقلة والدعوة لانتخابات مبكرة، والتحقيق في مقتل وخطف المتظاهرين.
إلى جانب ذلك، تستمر أمريكا في فرض العقوبات على إيران ونظامها ومسؤوليها، فيما توجه الدول الاوربية لفرض عقوبات مماثلة.
وفي الداخل الايراني ادى اسقاط الطائرة المدنية الى غضب الشعب الايراني المحتقن من ممارسات النظام ولازالت المظاهرات مشتعلة تنادي بأسقاط النظام.
وفي هذا، قال المتخصص في الشأن الإيراني والدولي سامح الجارحي، إن النظام الإيراني على شفا الانهيار، بعد الضغوطات الأخيرة عليه بالداخل أو الخارج، مؤكداً أن حادثة الطائرة الأوكرانية كانت القشة التي قصمت ظهرهم، وأثرت بشكل كبير على نظام الملالي الذي يعاني بالفعل من الضغوطات الداخلية والخارجية.
ويرى المحلل السياسي مساعد العنزي، أن الضغوطات والأزمات باتت تحاصر النظام الإيراني من كل جهة، وهو الأمر الذي اتضح للعالم بأسره خلال الفترة الماضية، خاصة بعد مقتل سليماني وحادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية.
وفي لبنان، واصل الشعب رفض تدخلات نظام الملالي في الشؤون الداخلية، والسيطرة بالكامل على مفاصل الدولة، وبث الفوضى عبر المليشيات التي تريد عدم استقرار البلاد، وزعزعتها بدعم كامل من “حزب الله” الذراع الإيراني في لبنان، مؤكدين أهمية رفع يد السلطة الإيرانية عن كل ما يخص بلدهم، فيما قال رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، على “تويتر” أمس إن لبنان بحاجة إلى “حكومة جديدة على وجه السرعة توقف مسلسل الانهيار والتداعيات الاقتصادية والأمنية”. وأضاف “حكومتنا استقالت في سبيل الانتقال إلى حكومة جديدة تتعامل مع المتغيرات الشعبية لكن التعطيل مستمر منذ تسعين يوماً فيما البلاد تتحرك نحو المجهول”.