البلاد – محمد عمر وعمر رأفت
أكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، حرص حكومة المملكة واهتمامها الشديدين بوحدة وسيادة وسلامة الأراضي العربية، وأنها لا تقبل بأي مساس بها أو تدخل يهدد استقرارها، مشيرًا إلى أنها تبذل جهودها لضمان الوصول إلى حلول سياسية للأزمات في سوريا واليمن وليبيا والسودان.
وقال في كلمته خلال افتتاح الجلسة الثانية من دور الانعقاد الرابع للبرلمان العربي، أمس (الأربعاء)، بمقر الجامعة العربية في القاهرة، إن الأزمة الليبية في صلب اهتمام المملكة، مشددًا على حرص بلاده على وحدة الأراضي الليبية وإقامة حوار وطني حقيقي يؤدي لسلام كامل بين الليبيين.
ولفت الأمير فيصل بن فرحان إلى أن المنطقة تعاني من تدخلات ميليشيات طائفية ومذهبية، مشدداً على أهمية عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. وأضاف “إن الأحداث التي تمر بها المنطقة تجعلنا مطالبين بالتصدي الجاد لكافة التهديدات التي تواجه دولنا العربية”، مشيراً إلى تعرض بعض الدول العربية لأعمال إرهابية تقوم بها جماعات متطرفة، وقال :”لقد حذرت المملكة الدول التي تدعم الجماعات الإرهابية والتي تهدد أمن واستقرار المنطقة وشعوبها”.
وأضاف أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى، وتحظى بالاهتمام الأكبر في سياساتنا الخارجية، وقد دعونا وما زلنا ندعو إلى إيجاد حل شامل وعادل لها يكفل استعادة كافة الأراض ي العربية المحتلة على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لعام 2002، وأن المملكة ترى أن المسار السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية وضرورة تطبيق القرارات الأممية في هذا الشأن، منوهًا إلى أن المملكة شاركت في صياغة الموقف العربي الواضح تجاه التدخل العسكري التركي في الشمال السوري.
وأشار وزير الخارجية إلى المملكة هي الداعم الأكبر لحل الأزمة في اليمن، وللتوصل إلى حل سياسي وفق المرجعيات الثلاث، مبيناً أن المملكة قدّمت أكثر من 5ر14 مليار دولار لمساعدة الأشقاء في اليمن، وناشدت المجتمع الدولي بأن يولي المزيد من الاهتمام لوقف هجمات المليشيات الحوثية المدعومة من إيران. ونوه إلى أن “المملكة وقفت مع الأشقاء في السودان لتحقيق أمنهم واستقرارهم، ودعّمت الجهود المبذولة لاجتياز هذا البلد العزيز المرحلة الصعبة التي يمر بها، والتي أثمرت عن توقيع اتفاق الخرطوم السياسي التاريخي وتشكيل الحكومة الانتقالية.
وشدد وزير الخارجية على حرص المملكة واهتمامها الشديدين بوحدة وسيادة وسلامة الأراضي العربية، وأن السياسة السعودية تقوم على الحوار السلمي وحسن الجوار واحترام سيادة الدول واستقلالها، وحل النزاعات بالطريق السلمية ضمن قواعد القانون الدولي. بينما حذر رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي من خطورة التدخلات والمُخططات العدوانية التي تقوم بها دول إقليمية، تستهدف إحياء مطامعها الاستعمارية، من خلال تكوين ميليشيات وأذرع لها داخل المجتمعات العربية وإرسال قوات عسكرية تنتهك سيادة الدول العربية وتضع يدها على ثرواتها.
وأكد السلمي أن القضية الفلسطينية القضية الأولى والمحورية للعالم العربي، مؤكدا استمرار البرلمان العربي في نصرة الشعب الفلسطيني، منوهًا إلى التضامن مع الشعب الليبي، ومرحبًا بإعلان وقف إطلاق النار وداعيًا كافة الأطراف للالتزام به باعتباره خطوة مهمة لايجاد حل سياسي نهائي وشامل للازمة. وشدد على رفض القرار الذي صدر عن البرلمان التركي بشأن إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، مطالبًا المجتمع الدولي باتخاذ موقف فوري وعاجل لمنع نقل المقاتلين الأجانب إلى ليبيا،
مشيرًا إلى متابعة تطورات الأوضاع في العراق، ومعلنًا رفض كافة التدخلات الخارجية في شؤونه. وقال عضو مجلس النواب البحريني، عادل العسومي، لـ”البلاد” إن المؤسسات العربية مطالبة بدعم الحقوق الليبية العادلة، مؤكدًا على أهمية الموقف العربي الموحد للمحافظة علي وحدة وسلامة المنظومة العربية عبر المشاركة الفاعلة واتخاذ القرارات لمواجهة التحديات الراهنة.
ورحب عضو البرلمان الصومالي، محمد عمر طلحة، عبر “البلاد” بجلسة البرلمان العربي والقرارات التي يتم اتخاذها بشأن القضايا العربية، مثمنًا دور السعودية المشرف في الوقوف مع الدول التي تعاني مشكلات مختلفة مثل الصومال وليبيا.